سفارة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية

الأخبار

خطاب المارشال كيم جونغ وون في بداية العام الجديد «اتخذنا الإجراءات المبادرة والجريئة، لإحداث انعطاف كبير في العلاقات بين الشمال والجنوب»

2019-01-02 18:06:35
المارشال كيم جونغ وون يلقي كلمة العام الجديد
المارشال كيم جونغ وون يلقي كلمة العام الجديد
مجلس التعاون

خطاب العام الجديد

1 كانون الثاني/ يناير 108 زوتشيه (2019)

يا أبناء الشعب الأحباء في أنحاء البلاد، والضباط والجنود الأعزاء للجيش الشعبي،

أيها المواطنون الإخوة والأخوات،

أيها الرفاق والأصدقاء،

لقد ودعنا عام 2018 المليء بالأحداث العميقة المغزى في تاريخ الوطن والثورة والأمة، بعد ترك آثار أقدامنا التاريخية العميقة الأخرى، التي لا تمحى، واستقبلنا العام الجديد 2019، تملأنا الأحلام الموحية بالآمال.

بمناسبة هذا العام الجديد، أتقدم بتحيتي القلبية إلى جميع أبناء الشعب وضباط وجنود الجيش الشعبي، الذين بذلوا جهودهم المتفانية لقضية البناء الاشتراكي، مشاطرين حزبنا الأنفاس والخطى، في أيام العام الماضي المثير، وأتمنى أن تنعم الأسر في أنحاء البلاد كلها بالحب والآمال والسعادة.

وأبعث بتحية العام الجديد الدافئة إلى أفراد الأمة في الجنوب والمواطنين المغتربين الذين شاركونا في النفوس من أجل كتابة التاريخ الجديد لوفاق الأمة وتلاحمها، وسلامها وازدهارها.

واتمنى النجاح في العمل لرؤساء الدول والأصدقاء في مختلف البلدان، الذين يعملون جاهدين من أجل التقدم والتطور الاجتماعي، والعدالة وسلام العالم.

أيها الرفاق،

كان عام 2018 عاما تاريخيا طرأ فيه تغير كبير على الأوضاع الداخلية والخارجية، ودخل البناء الاشتراكي إلى مرحلة جديدة، بفضل نهوج حزبنا المستقلة وقراراته الاستراتيجية الحاسمة.

كانت الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية السابعة للحزب، التي عقدت في نيسان/ أبريل العام الماضي مناسبة هامة تستأثر بأهمية انعطافية في تصعيد ثورتنا الجديدة، ومواصلة زيادة سرعة التقدم الاشتراكي، على أساس الانتصار العظيم لخط التوازي. إن أبناء شعبنا الذين سلكوا طريق النضال الشاق، بدافع من إيمانهم بالنصر الأكيد في الاشتراكية قد وفروا بأيديهم ضمانة أكيدة للدفاع عن سيادتهم وإحلال السلام والازدهار، وانطلقوا إلى المسيرة الثورية الكبرى لبلوغ الهدف الأعلى لبناء الوطن الغني والقوي.

في جو من تشكل التيار المتجه نحو إحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية، ومواصلة ارتفاع السمعة الدولية لجمهوريتنا، بفضل جهودنا المبادرة والمتحمسة، احتفل شعبنا احتفالا كبيرا بالذكرى السبعين لتأسيس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية المجيدة، مفعمين بالفخر الكبير والاعتزاز البالغ بالنفس.

من خلال الفعاليات الاحتفالية الجارية في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، أظهرنا بقوة أمام العالم قدرات جمهوريتنا التي حققت التلوين الفكري للمجتمع كله بلون واحد، ووحدة الحزب والشعب المتلاحمة بقلب واحد، وتملك الاقتصاد المستقل القوي وقوة الدفاع الوطني الذاتي، والإرادة القوية لأبناء الشعب الكوري البطل، الذين يسعون إلى النضال حتى النهاية من أجل النصر في قضية الاشتراكية.

في العام الماضي، انطلق جميع أبناء الشعب إلى تنفيذ خط الحزب الاستراتيجي الجديد الخاص بتركيز كل الجهود على بناء الاقتصاد، حتى وطدوا أسس الاقتصاد المستقل بدرجة أعلى.

وفي النضال الرامي إلى تحقيق خط استقلالية الاقتصاد الوطني، شهد تقدم قيم عميق المعنى. فقد إزدادت قدرة إنتاج الكهرباء في محطة بوكتشانغ الكهروحرارية المتحدة بدرجة ملحوظة، وتوسعت نجاحات الاستقلالية في مصانع المعادن مثل مؤسستي كيم تشايك وهوانغهاي المتحدتين للحديد، وتسارع بخطى حثيثة العمل الهادف إلى توطيد الأسس المستقلة للصناعة الكيميائية. وقد قفز إلى درجة أعلى مستوى نوعي لمختلف أنواع وسائل النقل والمواصلات ومنتجات الصناعة الخفيفة، التي تثلج قلوبنا بمجرد النظر إليها، لشدة مفاخرنا ووجاهتنا لصنعها كلها بقوتنا وتقنياتنا ومواردنا، وجرى إنتاجها بأعداد كبيرة، مما يزيد من سرور شعبنا.

خاض أفراد الطبقة العاملة في قطاع صناعة الفحم نضالا إنتاجيا متفانيا دفاعا عن شريان حياة الاقتصاد المستقل في تلك الظروف الصعبة في كل الأشياء، وفي قطاع الزراعة، برز عدد كبير من الوحدات والمزارعين الذين حققوا حصادًا وفيرًا حتى في الظروف المناخية السيئة، نتيجة لنضالهم العنيد لزيادة إنتاج الحبوب.

وأنتج قطاع الصناعة العسكرية مختلف أنواع الآلات الزراعية وآلات البناء والمنتجات التعاونية والسلع الاستهلاكية الشعبية، تلبية من أعماق القلوب لدعوة حزبنا الكفاحية لتركيز كل الجهود على البناء الاقتصادي، وبذلك، أعطى زخما لتنمية الاقتصاد وتحسين معيشة الشعب.

وفي العام الماضي، جرت العمليات الضخمة للبناء الكبير لتمجيد عصر حزب العمل بأحجام كبيرة وبثلاثية الأبعاد، حسب فكرة الحزب وخطته الأستراتجية الضخمة، حتى تجلى في أرض الواقع صمود كوريا الاشتراكية التي تمضي صعودا من نصر إلى نصر، بعد أن هبت واقفة وقوف الأمواج الهادرة، دون أن تعرف ترددا أو توقفا في منتصف الطريق، مهما تكن المصاعب شاقة، واتضحت أيضا القدرات الكامنة الجبارة لاقتصادنا المستقل.

ووفاءاً تاما لقرار الدورة الكاملة المؤرخة في نيسان/ إبريل للجنة المركزية للحزب، بشأن إحداث تحول ثوري في عمل العلوم والتعليم، قدم قطاع العلوم والتكنولوجيا النجاحات البحثية القيمة التي تُحفز تطور الصناعات الرائدة، وتساهم في تنشيط الاقتصاد الوطني، وتسارع بهمة تحديث التعليم ، وتحسنت ظروف التعليم وبيئته في أعداد كبيرة من الجامعات والمدارس الثانوية والابتدائية في أنحاء البلاد.

وفي قطاع الثقافة والفن، تم إبداع وعرض الجمباز الجماعي والعرض الفني الكبير، مما أثار أصداء كبيرة في الداخل والخارج، وأثبتت بجلاء صور تطور فننا الذاتي وتميزه بالخصوصية والتفوق.

أيها الرفاق،

من خلال نضال العام الماضي الذي سجل صفحة انتصارات مفتخرة في حوليات تاريخ الثورة، تأكدنا مرة أخرى من صحة قضيتنا وجبروت دولتنا. وبفضل النضال الصامد لأبناء شعبنا الذين يمضون في مواجهة تحدي الجور، إزدادت باستمرار قوة دولتنا للتعزيز الذاتي، وتتسارع خطاها المتجهة إلى الدولة الاشتراكية القوية.

ومن هذا المكان ، أود أن أتقدم مرة اخرى بتحياتي وشكري الحار إلى جميع أبناء الشعب وضباط الجيش الشعبي وجنوده الذين ساروا بجد دون توقف على طريق النصر وراء الحزب، حتى حققوا المآثر المتألقة في تاريخ الوطن.

أيها الرفاق،

انطلق حزبنا وأبناء شعبنا، الذين ازدادوا تحنكا وصمودا في خضم النضال لتمجيد العصر الجديد لثورة زوتشيه، إلى مسيرة العام الجديد، مفعمين بمزيد من الثقة والطموحات.

في هذا العام، تواجهنا مهمة النضال لفتح آفاق أكيدة لنخطو خطوة أخرى إلى الأمام في البناء الاشتراكي، عن طريق توسيع وتعزيز قدرة التطور المستقل للبلاد.

إن لنا قوة وأسس وخطة نضال الاستراتيجي واسلوب إبداع ذاتي،كل هذا مكننا من فتح مستقبلنا الاشتراكي الأكثر إشراقا بقوتنا الذاتية. حينما نناضل بإرادة لا تكل بالاعتماد على النفس، متمسكين بخط الحزب الاستراتيجي الجديد، ستتضاعف القدرات الوطنية للبلاد، وستتحقق أحلام الشعب ومثله العليا على أروع صورة.

"لنفتح طريق التقدم الجديد للبناء الاشتراكي، رافعين عاليا راية الاعتماد على النفس!"، هذا هو الشعار الذي يجب علينا أن نرفعه. يتعين علينا أن نتمسك تمسكا ثابتا بالاعتماد على النفس الذي صار دائما راية نضال، وقوة دافعة للقفزات على طول مسيرات الثورة الكورية كسلاح مطلق الفعالية للازدهار، ونحدث، بذلك، نهوضا ثوريا في كل ميادين البناء الاشتراكي.

ولا بد من تعزيز قدرة الاقتصاد الاشتراكي المستقل.

يتوجب علينا أن نحقق بنجاح الأهداف الاستراتيجية لتنمية اقتصاد الدولة، وننتقل إلى مرحلة النمو الجديد، بالاعتماد على قدرتنا التقنية الذاتية ومواردنا الخاصة والروح الخلاقة والحماسة الثورية العالية لجميع أبناء الشعب.

ينبغي وضع خطة عملية سليمة لصيانة مجمل الاقتصاد الوطني وتدعيمه وتنشيطه على نطاق الدولة، ووضعها موضع التنفيذ التام.

وينبغي اتخاذ الإجراءات الاستراتيجية لإطلاق القدرات الكامنة للاقتصاد المستقل إلى أبعد الحدود، وتفعيل العناصر الجديدة والطاقات لتنمية الاقتصاد، والاستفادة الفعالة من الموارد البشرية والمادية للبلاد في بناء الاقتصاد. ومن الضروري الإمساك بالمحور في العمل الاقتصادي للدولة، والنهوض بحلقاته المتسلسلة، وتحفيز تنشيط الاقتصاد، في آن مع ضمان تنميته المستقبلية.

ولا بد من تجديد طرق الإدارة بحيث يمكن تحقيق توجيه الدولة الموحد الكافي لمجمل الاقتصاد، وإطلاق الحماسة الواعية للشغيلة وقدرتهم الخلاقة إلى أقصى حد. وعلى مجلس الوزراء وأجهزة القيادة الاقتصادية الحكومية أن تحسن عمل التخطيط والتسعير وإدارة الاموال والتمويل بما يتلاءم مع القوانين الاقتصادية الاشتراكية، وتجعل الوسائل الاقتصادية تفعل فعلها الإيجابي في تنشيط الإنتاج وإعادة الإنتاج الموسع في المؤسسات الصناعية. ويجب ترتيب نظام البنية الإدارية ونظام العمل حتى يمكن زيادة فاعلية العمل الاقتصادي والقيام بالنشاطات الإدارية في المؤسسات على نحو سلس.

إن أصحاب المواهب والعلوم والتكنولوجيا هم مواردنا الاستراتيجية الرئيسية وسلاحنا لإحداث نهضة كبرى في بناء الاشتراكية.

فلا بد من تحفيزعمل تأهيل أصحاب المواهب وتطويرالعلوم والتكنولوجيا ضمن هدف محدد واتجاه واضح على نطاق الدولة، وزيادة الاستثمارات المخصصة لهم.

وينبغي تربية أصحاب المواهب الذين سيحملون على عاتقهم التطور الاجتماعي والاقتصادي، على وجه حسن، عن طريق تجديد مضامين التدريس وطرقه، بما يتفق والاتجاه العالمي لتطور التعليم والمتطلبات "البيداغوجية". ومن المطلوب توفير القوة الدافعة لنمو الاقتصاد، بوضع هدف عال لابتكار التقنيات الجديدة، وتركيز الجهود على البحوث التقنية النواتية ذات النفعية والأهمية الاقتصادية الكبيرة، واتخاذ الإجراءات النظامية التي تمكن أجهزة الأبحاث العلمية والمؤسسات الصناعية من تحفيز الإنتاج وتطوير التكنولوجيا وزيادة القدرة العقلية الخلاقة بتوثيق التعاون فيما بينها.

في كل قطاعات الاقتصاد الوطني، ينبغي إعطاء زخم قوي لبلوغ الأهداف الاستراتيجية لتنمية اقتصاد الدولة لخمس سنوات.

ويتوجب علينا فتح منفذ لتنشيط الاقتصاد الوطني، عن طريق توجيه الجهود الأولية لحل مسألة الطاقة الكهربائية.

زيادة إنتاج الطاقة الكهربائية على نحو ملحوظ هي أكبر المهام إلحاحا وأهمية، هذا العام في بناء الاقتصاد الاشتراكي.

فلا بد من رفع إنتاج الطاقة الكهربائية عاجلا إلى اعلي مستوياتها هذا العام ، عن طريق ترتيب وتوطيد أسس إنتاج الكهرباء القائمة، والاستفادة الفعالة منها إلى أبعد الحدود، وتحسين وتحديث الفروع والمواضع الملحة واحدا تلو الآخر، وذلك بتركيز استثمارات الدولة على قطاع صناعة الطاقة الكهربائية.

ومن الضروري التمسك بالعمل الرامي إلى حل مسألة الطاقة الكهربائية للبلاد على هيئة عمل الدولة كلها، والإسراع ببناء محطتي أورانغتشون ودانتشون الكهربائيتين وغيرهما من المحطات الكهرمائية والمضي في خلق قدرة توليد الكهرباء القائمة على طاقة المد والجزر وطاقة الرياح والطاقة الذرية ببعد نظر، واكتشاف والاستفادة الفعالة من موارد الطاقة المتنوعة في المناطق المعنية في المحافظات والمدن والأقضية.

وصناعة الفحم قطاع طليعي في تنمية الاقتصاد المستقل.

دون زيادة الانتاج من الفحم، لا يمكن حل مسألة نقص الكهرباء، ولا تلبية احتياجات الصناعة المعدنية وغيرها من قطاعات الاقتصاد الوطني العديدة إلى الوقود والطاقة.

ففي قطاع صناعة الفحم، ينبغي توجيه الجهود الأولية القصوي لتوفير الفحم اللازم لتوليد الطاقة الكهروحرارية بحيث يمكن انتظام إنتاج الكهرباء في المحطات الكهروحرارية دونما التوقف عنه ولو للحظة واحدة.

وعلى البلاد كلها أن تنطلق لمساعدة مناجم الفحم بقوة من النواحي الفكرية والمعنوية، والمادية والتقنية، وعلى الدولة ان تتخذ الإجراءات الصارمة لتوفير المعدات اللازمة لإنتاج الفحم وضمان ظروف حياة عمال الفحم على وجه المسؤولية.

وفي تحقيق استقلالية الصناعة المعدنية والصناعة الكيميائية وهما العمودان التوأمان للبناء الاقتصادي، يجب إحداث المزيد من التطور.

في قطاع الصناعة المعدنية، ينبغي استكمال عمليات صهر الحديد والفولاذ المستقلة على نحو علمي وتقني، وانتظام تشغيلها في آن مع ذلك، تخفيض تكاليف الإنتاج إلى أقصى حد، ووضع مشاريع الخطة للوفاء التام بحاجات خامات الحديد والمواد الصامدة للنار والسبائك الحديدية وفقا لازدياد قدرة إنتاج الحديد، ووضعها موضع التنفيذ.

وفي قطاع الصناعة الكيميائية، يتعين الإسراع ببناء مصنع السماد الفوسفوري وإنشاء صناعة كيمياء الكربون 1، وتطوير صناعة "الجلوبريت" وصناعة الألياف الاصطناعية، وتحويل المعدات الكيميائية والعمليات التقنية القائمة لصالح توفير الطاقة والأيدي العاملة. وفي هذا العام، من الضروري توجيه جهود الدولة لتشغيل مصانع الأسمدة الكيميائية بكامل طاقتها والنهوض بالإنتاج في مؤسسة 8 شباط المتحدة للبينالون.

وفي قطاع النقل والمواصلات وخصوصا السكك الحديدية، لا بد من تخفيف اختناقات النقل، بإثارة حملة مشددة لتقوية الانضباط، وزيادة طاقة النقل والمرور، وفي قطاع صناعة بناء الآلات، ينبغي ابتكار وإنتاج مختلف أنواع الآلات والتجهيزات العصرية بأسلوبنا نحن وبما يتلاءم مع وضعنا الواقعي، عن طريق تجديد تصاميم الآلات وتقانة تصنيعها.

تحسين معيشة الشعب على نحو ملحوظ هو أهم وأخطر أعمال حزبنا ودولتنا.

ففي قطاع الزراعة وهو أهم اتجاه نضالي في بناء الاقتصاد الاشتراكي، ينبغي خوض النضال المشدد لزيادة الإنتاج.

علي مجلس الوزراء والقطاعات المعنية ان تتوخى الدقة في التوجيه العلمي والتقني حسب العمليات الزراعية وتوفر، بذلك، ما يكفي من المواد اللازمة لزراعة هذا العام، حتي تزيد انتاج الحبوب بصورة حاسمة. ولا بد من احترام آراء ومصالح المزارعين وهم أصحاب الزراعة، وتطبيق متطلبات مبدأ التوزيع الاشتراكي بدقة.

وينبغي التمسك بالحلقات الاربع لتطوير تربية المواشي التي اوضحها الحزب، وتحديث وتنشيط قواعد تربية المواشي مثل المزارع الآلية للدجاج، والتشجيع على تربية المواشي المشتركة في المزارع التعاونية وتربية المواشي الجانبية الفردية، بحيث يخصص المزيد من اللحوم والبيض لابناء الشعب.

وفي قطاع صيد الاسماك، من اللازم فتح طريق جديد لتطور صناعة صيد الأسماك، عن طريق توطيد الاسس المادية والتقنية، وتحقيق علمية صيد الاسماك واستزراع الاسماك والنباتات البحرية، وحماية وتكاثر الموارد المائية الحية.

وفي قطاع الصناعة الخفيفة، ينبغي انتاج وتوفير مختلف أنواع السلع الاستهلاكية التي يحبها الشعب، بمواصلة رفع راية التحديث والانتاج المحلي وتحسين الجودة، وتجديد ملامح مصانع الصناعة المحلية مثل مصانع الأغذية الثانوية الحيوية على نحو عصري في المحافظات والمدن والريف، وانتظام الانتاج فيها بالاعتماد علي موادها الخام ومواردها الذاتية.

وفي هذا العام ايضا، يجب علينا ان نقوم بالأعمال الجبارة للبناء الكبير لإغناء الوطن وتقويته وسعادة الشعب بأحجام كبيرة.

فمن واجب الحزب والدولة وأبناء الشعب قاطبة ان يهبوا واقفين لتحويل قضاء سامزيون الي نموذج المدينة الثقافية الجبلية، القرية المثالية للاشتراكية علي اروع صورة، واكمال مشاريع البناء الشاهدة علي عصرنا هذا مثل منطقة واونسان - كالما الساحلية للسياحة ومناطق السياحة الجديدة على اعلى المستويات. وينبغي مواصلة تجديد التصاميم المعمارية وطرق البناء، وتحقيق الانتاج المحلي لمواد البناء التكميلية وتطويرها النوعي، حتي تشيد كل المباني على نحو فاخر بأسلوبنا، ويتمتع الشعب بالحضارة والمتعة. وبما يتلاءم مع جريان البناء علي قدم وساق على نطاق الدولة، لا بد من توسيع قدرة انتاج مواد البناء مثل الاسمنت، حسبما خططنا.

ومن المطلوب تنفيذ مهام المرحلة الثانية من حملة اعادة بناء الغابات بنشاط، وتحسين اعمال التحجيروالتخضير، وادارة المدن، والاعتناء بالطرق، والحيلولة التامة دون تلوث البيئة.

وعلي كل القطاعات والوحدات ان تنجز خطة الاقتصاد الوطني حسب مؤشراته، عن طريق استنباط وتفجير الاحتياطيات والامكانيات والقدرة الكامنة الي اقصي حد، وزيادة الانتاج والتوفير.

والواجب يفرض علينا تعزيز القوة السياسية والفكرية لدولتنا الاشتراكية من كل النواحي.

فلا بد من رص الجماهير الغفيرة حول الحزب بتراص، عن طريق تجسيد نظرتنا المستقلة الي الشعب وفلسفتنا الذاتية الشعبية في نشاطات الحزب والدولة تجسيدا تاما.

وعلى الحزب وأجهزة السلطة ومنظمات الشغيلة أن تعطي الأولوية القصوى لمصالح الشعب، وتجعلها شيئا مطلقا، حين تخطط أو تباشر أي عمل، وتعير أذنا صاغية إلى أصوات قلوبه، وإذا كان ثمة أي عمل يريده الشعب ويتمتع بنعمته، فمن واجبها أن تقبل عليه، وتنفذه دون قيد أو شرط، بعد ترك كل الأمور جانبا. ويتعين عليها أن تقدم خدمة متفانية للشعب وتعير اهتماما أوليا لمعيشة الشعب، في أي زمان ومكان، وفي أي وضع وظروف، وتجعل سياسة الحب والثقة الداعية إلى احتضان جميع الناس والاعتناء بهم تمتد بحرارة إلى الشعب. ولا بد من إعلاء درجة حرارة النضال لتحطيم الممارسات الكبيرة والصغيرة من التلويح بالسلطة والبيروقراطية والفساد والفضائح، التي تدمر الكيان المتجانس بين الحزب والجماهير وتتآكل النظام الاشتراكي.

يتوجب على جميع أعضاء الحزب والشغيلة أن يدفعوا قدما بقوة عجلة بناء الاقتصاد الاشتراكي بطريقتنا نحن، متخذين أفضلية دولتنا كإيمان لهم، مهما يكن تغير الأوضاع والأحوال، وأن يكتبوا التاريخ العظيم للوطن بدمائهم الزكية وعرقهم المخلص، حاملين في قلوبهم طموحا وطنيا لإنشاء بيتنا الاشتراكي الثمين الذي كنا نحافظ عليه جيلا بعد جيل، بأيدينا على أروع صورة، بالتفاخر والتباهي أمام العالم.

يفرض علينا الواجب للإسراع ببناء الحضارة الاشتراكية.

فلا بد من إشاعة جو الدراسة الثورية ومناخ الحياة الثقافية والوجدانية في المجتمع كله، حتى يحمل جميع الناس المعارف متعددة النواحي والإطلاعات الثقافية التي تتلاءم مع مقتضيات العصر المتطور. وفي حقل الأدب والفن، ينبغي إبداع الأعمال الأدبية والفنية الرائعة مثل الأفلام والأغاني التي تعكس العصر والواقع، وتستحوذ على أفئدة الجماهير، حتى يغني الثروات الروحية والثقافية القومية، ويلهم ويدفع بقوة مسيرتنا الثورية الحالية الكبرى.

ومن الضروري تحديث مصانع الأدوية والأدوات الطبية، وتجديد ملامح المؤسسات الطبية، ورفع مستوى الخدمات الطبية، بحيث يمكن للشعب أن يحس بتفوق نظام الصحة الاشتراكية في الواقع. وينبغي تنشيط الرياضة الجماهيرية، وتطوير التقنيات الرياضية المتخصصة، حتى تجيش البلاد كلها بالنشاط والتفاؤل ويظهر ذكاء الكوريين وقوتهم بإطراد في المباريات الدولية.

ولا بد من إثارة الرياح الشديدة لإرساء أسلوب الحياة الاشتراكية وإشاعة الأجواء الأخلاقية السامية، حتى لا تظهر التيارات غير الأدبية والثقافية التي تتنافى مع مشاعر شعبنا العاطفية ونظرتهم إلى الجمال، وكذلك بناء مجتمعنا كأسرة كبيرة متآلفة، مفعمة بالفضيلة والحب.

وينبغي تمتين القدرات الدفاعية للدولة.

على الجيش الشعبي أن يناضل متمسكا دائما بالخطط الأربعة لتقوية الجيش، بحيث يمكن الدفاع بأمانة عن الحزب والثورة، وأمن الوطن والشعب ويخلق الأساطير النادرة المتتالية في كل مواقع البناء الاشتراكي، مثلما فعل في الأيام الماضية، ويظهر، بذلك، قدراته الجبارة كجيش ثوري وجبروته الجدير بجيش حزبنا دون تحفظ.

وعلى القوات الشعبية الكورية للأمن الداخلي أن تدافع بالأرواح عن حزبنا ونظامنا وشعبنا، بصفتها درعا أحمر للثورة، وعلى الحرس الأحمر للعمال والفلاحين أن يحدث تحولا في تعزيز قدراته القتالية في هذا العام الذي يصادف الذكرى الستين لتأسيسه.

ان القدرات الدفاعية الوطنية الذاتية المقتدرة هي أساس وجود الدولة، وضمان لصيانة السلام.

على قطاع الصناعة العسكرية أن يسرع باستقلالية صناعة الدفاع الوطني وتحديثها، بحيث يمكن ضمان السلم بأمانة في شبه الجزيرة الكورية بالسلاح، حتى يرتقي باستمرار بالقدرات الدفاعية للبلاد إلى مستوى الدول المتقدمة في العالم، وفي آن مع ذلك، يساعد البناء الاقتصادي بهمة ونشاط.

بغية تنفيذ المهام الكفاحية المطروحة أمامنا بنجاح هذا العام، لا بد للكوادر وهم افراد قيادة الثورة أن يوطدوا تصميمهم وعزمهم، ويزيدوا همة في النضال.

إن الذات الفاعلة لتنفيذ سياسات الحزب وأصحابه هم جماهير الشعب، وهم أدرى بالواقع. فمن واجب الكوادر أن يغوصوا دائما في الواقع الجياش، ليروا كل الأشياء بأم أعينهم، ويقوموا بتحليل الوقائع على نحو شامل، ويتوغلوا في أعماق الجماهير، ويتعايشوا معهم ويحلوا المسائل الناشئة، بتحريكهم. ويتعين عليهم أن يصبحوا منظمين ماهرين ومنفذين حازمين يؤدون كل الأعمال بكمال دون أي شائبة لها، على المستوى الذي يريده الحزب، وذلك بمجاراة مثليتهم وطموحاتهم مع غايات الحزب، ومواصلة تركيم كفاءاتهم وتوسيع رؤيتهم. ويتعين عليهم أن يلقوا بأنفسهم في الأعمال الصعبة، ويواظبوا على التفكير ساهري الليالي من أجل الوطن والشعب، ويجدوا وجاهة نضالهم في أصوات ضحكات الشعب العالية.

وعلى الشباب أن يضطلعوا بنصيبهم الكبير اليوم في البناء الاشتراكي.

يتعين عليهم أن يمجدوا شرفهم كوحدة استكشافية في المواقع الثورية التي يدعو إليها الحزب بتلك الروح وبتلك الإرادة التي خلقوا بها أساطير العصر الجديدة في الآونة الأخيرة، وفاء لنداء الحزب الكفاحي. يتوجب عليهم أن يغدوا في العصر الحالي المثير رواد تكنولوجيا جديدة، وصانعي ثقافة جديدة، وطلائع وثبات كبيرة، ويجعلوا النشاط والحيوية الفتية تتدفق في كل مكان يعمل فيه الشباب.

ولا بد من رفع دور المنظمات الحزبية بصورة حاسمة.

فمن واجب المنظمات الحزبية من كل المستويات أن تقوم بالعمل السياسي والفكري على نحو دينامي، بما يتلاءم مع مقتضيات العصر وتطور الثورة، حتى تتجلى قدرة شعبنا الروحية الصلبة إلى أبعد الحدود في كل مواقع البناء الاشتراكي. وعليها أن تدعم الكوادر الاداريين والاقتصاديين على أن يؤدوا العمليات والإرشادات لتنفيذ سياسات الحزب على وجه المسؤولية، وتثير الرياح الحامية الشديدة لإحداث التجديدات الجماعية وإجراء المسابقات الجماعية في ميادينها ووحداتها. وعلى اللجان الحزبية في المحافظات والمدن والأقضية أن تشدد النضال للإتيان بتحول في تطوير الزراعة والتعليم والصناعة المحلية.

ايها الرفاق،

كان العام الماضي عاما مثيرا طرأ عليه التغير الدرامي الذي لم يكن مثيل له في تاريخ انشطار الامة، العائد إلى أكثر من سبعين سنة.

منذ مطلع العام الماضي، اتخذنا الإجراءات المبادرة والجريئة، لإحداث انعطاف كبير في العلاقات بين الشمال والجنوب، بعد أن عقدنا العزم على وضع حد للحالة غير العادية في شبه الجزيرة الكورية التي توضع دائما في أزمة حرب، وفتح عصر للمصالحة القومية والسلام والازدهار.

جريان اللقاءات والمحادثات بين قمة الشمال والجنوب لثلاث مرات في ظرف عام واحد، في جو من التوقع والاهتمام الكبير من الداخل والخارج كان أمرا منقطع النظير، ودليلا واضحا على أن العلاقات بين الشمال والجنوب قد دخلت مرحلة جديدة كل الجدة.

إن إعلان بانمونزوم وإعلان بيونغ يانغ المشترك المؤرخ بأيلول/ سبتمبر، والاتفاق العسكري الشمالي والجنوبي، التي تم إتخاذها تعبيرا عن العزم الأكيد والإرادة الراسخة لفتح عصر السلام الخالي من الحرب أكثر من الآن في شبه الجزيرة الكورية، تستأثر بأهمية بالغة بكونها إعلانات لعدم الاعتداء في الواقع تعهد الطرفان فيها بوضع حد لحرب الاقتتال بين أبناء الأمة الواحدة بقوة السلاح في الشمال والجنوب.

فقد أظهر الرياضيون في الشمال والجنوب ذكاء الأمة وقوتها بمشاركتهم معا في المباريات الدولية، وقام الفنانون بتصعيد أجواء الوفاق القومي وحماسة إعادة التوحيد، فيما هم يتزاورون بيونغ يانغ وسيؤول.

ونتيجة لتسارع أعمال التعاون بين الطرفين في مختلف الميادين بما فيها السكك الحديدية والطرق والصحة العامة، متغلبين بجرأة على العقبات والمصاعب، استطاعا أن يخطيا خطوة أولى ذات معنى في الازدهار المشترك للأمة.

كل هذه التغيرات المدهشة الناشئة في العلاقات بين الشمال والجنوب خلال العام الماضي الواحد، أفعمت أفراد الأمة كلهم ثقة أكيدة بأنه يمكن تحويل شبه الجزيرة الكورية الى عش حياة الأمة الحقيقي الأكثر سلاما والمزدهر إلى الأبد، إذا ما تضافرت القلوب والقوى بين أبناء جلدتنا.

إنني راض كل الرضا لأن تحولت العلاقات بين الشمال والجنوب التي كانت توضع على أقصى درجات الريبة والمواجهة الى علاقات الثقة والوفاق الثابتة بتضافر غاياتهما وذكائهما، وتحققت النجاحات المدهشة التي لا يمكن حتى تصورها في الماضي، لمدة قصيرة من الزمن، وإن كان كل ذلك خطوة أولى ليس غير.

في العام الجديد 2019، علينا ان نحقق تقدما اكبر في النضال من أجل تطوير العلاقات بين الشمال والجنوب وإحلال السلام والازدهار وإعادة توحيد الوطن، على أساس النجاحات القيمة المحققة في العام الماضي الذي ازدان ازديانا رائعا بالأحداث منقطعة النظير.

على جميع أفراد الأمة ان يرفعوا عاليا هذا الشعار: "لنفتح عصرا زاهرا للسلام والازدهار وإعادة التوحيد في شبه الجزيرة الكورية، بالتنفيذ التام للإعلانات الشمالية الجنوبية التاريخية!".

إنها لإرادتنا الثابتة أن نصفي علاقات العداء العسكري بين الشمال والجنوب من أساسها، ونحول شبه الجزيرة الكورية الى منطقة سلام دائم ووطيد.

يتوجب على الشمال والجنوب أن يتخذا بنشاط الإجراءات العملية لتوسيع إزالة علاقات العداء العسكري في منطقة المجابهة الى جميع أرجاء شبه الجزيرة الكورية برا وجوا وبحرا، حسبما اتفق الطرفان عليه سابقا.

إننا ندعو إلى أنه لا يجوز السماح بالمناورات العسكرية المشتركة مع القوى الخارجية التي تشكل سببا لتصعيد توتر الوضع في شبه الجزيرة الكورية أكثر من الآن، وينبغي الإيقاف التام لجلب كل المعدات الحربية مثل الأملاك الاستراتيجية من الخارج، ما دام الشمال والجنوب قد تعهدا بالسير على طريق السلام والازدهار.

ومن الضروري أيضا تحفيز التفاوض متعدد الأطراف من أجل تحويل نظام الهدنة الحالي في شبه الجزيرة الكورية الى نظام السلام في الارتباط الوثيق مع أصحاب الشأن لاتفاقية الهدنة، بحيث يمكن إرساء الأسس لضمان السلام الدائم بالفعل.

يتعين على جميع أفراد الأمة ان يخوضوا نضالا مشددا لردع وإحباط كل الممارسات التى تخرب السلام على هذه الأرض وتحرض على تصعيد التوتر العسكري، متحدين كرجل واحد، بعد أن وعوا بأن أمتنا هي سيد في إحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية.

ولا بد من توسيع وتطوير التعاون والتبادل بين الشمال والجنوب من كل النواحي، حتى تتوطد مصالحة الأمة وتلاحمها، وينعم جميع أفراد الأمة فعلا بنعمة تحسين العلاقات بين الشمال والجنوب.

اننا مستعدون عاجلا لاستئناف إدارة منطقة كايسونغ الصناعية وسياحة جبل كومكانغ دون أي شرط مسبق او أي مقابل، آخذين بعين الاعتبار الحالة الصعبة لرجال الأعمال في الطرف الجنوبي، الذين كانوا يعملون سابقا في منطقة كايسونغ الصناعية، ورغبة المواطنين الجنوبيين في زيارة الجبل المشهور للأمة.

ما من أي نوع من أنواع العقوبات والضغوطات من الخارج وأي نوع من التحديات والمحن، يستطيع أن يقف أمام طريق تقدمنا نحن الذين نسعي إلى فتح طريق واسع لازدهار الأمة، ما دام الشمال والجنوب يعتمدان على القوة المتحدة للأمة، متشابكين أيديهما.

إننا لن نسمح أبدا بتدخل القوى الخارجية التى تقف في وجه مصالحة أمتنا وتلاحمها وإعادة توحيدها، ساعية إلى إخضاع العلاقات بين الشمال والجنوب لاذواقها ومصالحها.

دون أن يفوت كلا الشمال والجنوب أجواء اليوم الطيبة التي يتصاعد فيها اهتمام جميع ابناء الامة وتطلعاتهم غير المسبوقة الى إعادة التوحيد، يتعين عليهما أن يفكرا مليا في مشروع التوحيد السلمى القائم على اتفاق الأمة كلها, ويبذلا جهودا دؤوبة لوضعه موضع التنفيذ.

على جميع أفراد الأمة فى الشمال والجنوب وفي الخارج, أن يغذوا سير تقدم الأمة كلها لتنفيذ الإعلانات الشمالية الجنوبية بمضاعفة الهمة والجرأة، حتى يمجدوا هذا العام كعام تاريخى يأتى بانعطاف جذري آخر في تطوير العلاقات بين الشمال والجنوب وانجاز قضية إعادة توحيد الوطن.

ايها الرفاق,

فى العام الماضي, بذل حزبنا وحكومة جمهوريتنا جهودا مسؤولة لحماية السلم والأمن العالميين وتوسيع وتوطيد الصداقة مع مختلف البلدان.

صارت زياراتنا الثلاث لجمهورية الصين الشعبية وزيارة وفد جمهورية كوبا لبلادنا, حدثا خصيص الأهمية في تبادل وتفاهم الآراء الاستراتيجية وتعزيز علاقات الصداقة والتعاون التقليدية بين البلدان الاشتراكية.

فى العام الماضى, جرى بنشاط التزاور والتبادل بين بلدنا ومختلف بلدان العالم على مستوى الحزب والدولة والحكومة حتى تعمق التفاهم المتبادل فيما بينها وتأكد موقفها وإرادتها لتحفيز التطور السليم للمجتمع الدولى.

إن أول لقاء قمة ومحادثاتها التاريخية بين كوريا والولايات المتحدة أسهمت اسهاما كبيرا فى تحويل العلاقات الكورية - الامريكية الاشد عداء في الكرة الارضية تحويلا دراميا, وضمان السلم والأمن فى شبه الجزيرة الكورية والمنطقة.

انه لموقف ثابت لحزبنا وحكومة جمهوريتنا, وارادتي الأكيدة أن نقيم علاقات جديدة بين البلدين، بما يتلاءم مع متطلبات العصر الجديد, ونرسي نظام السلم الدائم والوطيد في شبه الجزيرة الكورية، ونسير نحو إزالة الأسلحة النووية كليا، حسبما اتضح في البيان المشترك الكورى الامريكى المؤرخ في الثانى عشر من حزيران/ يونيو.

ومن هنا, قد اعلنا فى الداخل والخارج اننا لن نصنع الأسلحة النووية ولن نقوم بتجاربها ولن نستخدمها ولن ننشرها أكثر من الآن، واتخذنا سلسلة من الإجراءات الفعلية على هذا الصعيد.

إذا اتخذت الولايات المتحدة الإجراءات الباعثة على الثقة، وتجاوبت بأفعالها العملية الملائمة مع جهودنا المبادرة والمستبقة، فإن العلاقات بين البلدين ستتقدم قدما بسرعة رائعة كبيرة، في سياق اتخاذ الإجراءات الأكثر ثباتا وحسما.

ليس لنا ارادة لمواصلة الاصرار على الماضي البغيض بين بلدي كوريا والولايات المتحدة ومتابعته، ونستعد لوضع حد لهذا الماضى في أسرع وقت ممكن, والاتجاه إلى اقامة علاقات جديدة بما يتلاءم مع تطلع شعبى البلدين ومتطلبات تطور العصر.

مثلما يبين واقع العلاقات بين الشمال والجنوب، التى تقدمت بسرعة فائقة فى العام الماضي, ليس ثمة امر مستحيل، ما دام الطرفان يعتزمان على أداء أى شىء، واذا عرض كل طرف من طرفي الحوار اقتراحا عادلا, انطلاقا من مبدأ الاعتراف والاحترام المتبادلين, متخلصا بجرأة من الاصرار المتأصل, وتعامل أحدهما مع الآخر، واقفا موقف التفاوض السليم وبإرادة حل المسألة, فإن الطرفين سيتوصلان حتما الى نقطة النهاية الصالحة لهما.

في علاقاتنا مع الولايات المتحدة أيضا، أود أن أثق بأن النتائج الطيبة ستأتي حتما فيما بعد، هذا العام, بفضل جهود الطرفين، مثلما استقبلت العلاقات بين الشمال والجنوب انعطافا كبيرا.

فى حزيران/ يونيو، في العام الماضي، التقيت بالرئيس الأمريكي، وأجريت معه المحادثات المفيدة، وتبادلت معه فيها الآراء البناءة، وأرى أننا شاركنا في التفاهم بخصوص أقصر الطرق لحل المسائل المقلقة والمتشابكة التي يحملها الطرفان.

انني مستعد للجلوس مرة اخرى مع الرئيس الامريكى فى اى وقت فيما بعد, وسأسعى جاهدا للإتيان حتما بالنتائج التى يرحب بها المجتمع الدولى.

ولكن, اذا اخلت الولايات المتحدة بالعهود التي قطعتها على نفسها أمام العالم، وحاولت فرض شىء ما علينا من طرف واحد، مخطئة فى ظن صبر شعبنا, وسارت دون تغير على طريق فرض العقوبات والضغوطات على جمهوريتنا, فلن يسعنا الا أن نبحث عن سبيل جديد للدفاع عن سيادة البلاد ومصالح الدولة العليا واحلال السلام والاستقرار فى شبه الجزيرة الكورية.

لم يكن من السهولة إطلاقا أن حدث استقرار الوضع فى شبه الجزيرة الكورية والمنطقة, وتقع على بلد يرغب حقا فى السلام مسؤولية مشتركة عن الاعتزاز بالوضع الحالى. وعلى البلدان المجاورة لنا والمجتمع الدولى ان تؤيد موقفنا وجهودنا المخلصة لتحفيز تطور الوضع الايجابى فى شبه الجزيرة الكورية, وتناضل ضد كل الممارسات والتحديات التى تخرب السلام وتناقض للعدالة.

سيمضى حزبنا وحكومة جمهوريتنا باطراد فى توطيد التلاحم والتعاون مع البلدان الاشتراكية وتطوير العلاقات مع جميع البلدان التى تعاملنا معاملة ودية, وفقا للمثل العليا للاستقلالية والسلام والصداقة.

ايها الرفاق,

اننا نبدأ بمسيرة العام الجديد, موطدين العزم مرة اخرى على العمل بنكران الذات من اجل بلدنا – وطننا، ولأجل الابتسامات الاكثر اشراقا لأفراد الجيل الجديد.

فيما نحن نستعرض بفخر كبير ما حققنا في العام الماضي من التطور الملحوظ، شاقين طريق تقدمنا بأيدينا، وبالاعتماد على قوتنا الذاتية، حتى وسط الحصارات الاقتصادية والعقوبات القاسية، نقتنع مرة أخرى بتلك الحقيقة التي تبين أن دولتنا تستطيع أن تتقدم قدما بقوة على طريق تطور اشتراكيتنا، بالاعتماد على قوة شعبنا الصامدة وجهوده الجبارة، دون أي مساعدة خارجية أو معونة الآخرين.

في هذا العام أيضا، ستصطدم مسيرة تقدمنا بالعقبات والتحديات المطردة, ولكن أحدا لن يثنينا عن عزيمتنا وإرادتنا وتقدمنا الجبار، وسيحقق شعبنا حتما مثله الجميلة العليا واهدافه بصورة رائعة.

فلنعمل جميعا بهمة، متحدين بقلب واحد وإرادة واحدة، من أجل إغناء البلد الحقيقى للشعب - الوطن الاشتراكي وتقويته وتطويره.

إرسل لصديق