الأخبار
أساطير حرب كوريا قبل أكثر من 70 عاما (1)

أساطير حرب كوريا قبل أكثر من 70 عاما (1)
أسفرت حرب كوريا (1950 – 1953) عن الأساطير الجديدة لجمهورية كوريا
الديمقراطية الشعبية بعد تحطيم أسطورة "جبروت" الولايات المتحدة الأمريكية.
نموذج معركة الحصار المعاصرة – معركة تحرير دايزون
اضطرت القوات الأمريكية وجيش جمهورية كوريا إلى الهروب المستمر بعد انسحابهما
عن سيؤول في اليوم الثالث من نشوب الحرب أمام الهجوم المعاكس المشدد للجيش الشعبي
الكوري، حتى شكلتا خط الدفاع القوي في دايزون بتعبئة القوات المسلحة والأعتدة الحربية
الضخمة باتخاذ الفرقة الرابعة والعشرين الأمريكية التي كانت تدعى بـ"الفرقة المنتصرة
دائما" قوة رئيسية لها.
بيد أن تلك الفرقة حوصرت وأبيدت بفعل الطرق القتالية البارعة للجيش الشعبي الكوري.
أوجد الرئيس كيم إيل سونغ طرف الخيط الذي يتيح حصار دايزون في أحد حدود جنوب
غربيها والذي بقي خارج الاهتمام، وأمر بتشكيل حلقة حصارها عن طريق تحويل وجهة
الوحدة التي تقدمت إلى رونسان في جنوب غربيها للهجوم عليها، وجعل بعض القوى تلتف
بسرعة باتجاه جنوب شرقيها لقطع طريق تراجع العدو.
بموجب خطته العملياتية والتكتيكية الحاذقة، نجحت وحدات الجيش الشعبي في حصار
دايزون وحررتها لوقت قصير بعد إطلاق الهجوم العام في يوم 20 من يوليو/ تموز عام
1950. نتيجة لذلك، أبيدت الفرقة الرابعة والعشرون الأمريكية عن بكرة أبيها ووقع قائدها تين
أسيرا على يد جندي الجيش الشعبي أثناء هروبه متلبسا بلباس الجندي.
قال أحد الضباط الآمرين الأمريكيين الذي اشترك في حرب كوريا في كتابه إنهم (الجيش
الشعبي) اعتمدوا على ذلك التكتيك لتقييد حرية الجيش الدفاعي (الفرقة الرابعة والعشرين
الأمريكية) وجعله مضطرا إلى التراجع عن طريق الهجوم عليه وجها لوجه من جهة، والتقدم
من جهة أخرى إلى مؤخرة الجيش الدفاعي بأسلوب الالتفاف أو التسلل لقطع طريق تراجعه.
... كان ذلك تكتيكا لم يدركه قادة القوات الأمريكية إلى أن فاتهم الأوان.