الحرب الكورية قبل أكثر من 70 عاما في ضوء الأرقام

يوم 25 من يونيو/ حزيران هو يوم اندلاع الحرب الكورية (يونيو/ حزيران 1950- يوليو/ تموز 1953).

كانت الحرب الكورية أقسى المحن وأكثرها مرارة التي تقرر الحياة أو الموت بالنسبة للشعب الكوري. كما اضطرت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية الفتية التي تأسست في يوم 9 من سبتمبر/ أيلول عام 1948 إلى قتال القوى المتحالفة بزعامة الولايات المتحدة التي تتبجح بأنها "الأقوى" في العالم.

بعد إشعالها نيران الحرب الكورية، قامت الولايات المتحدة بتعبئة أكثر من مليوني جندي من القوات المسلحة الضخمة، بما فيها ثلث قواتها البرية، وخمس قواتها الجوية، وأغلبية أسطول المحيط الهادئ لها، وقوات 15 بلدا من البلدان التابعة لها، وجيش جمهورية كوريا وفلول الجيش الياباني القديم، وأكثر من 73 مليون طن من الأعتدة الحربية، فضلا عن تخصيص 20 مليار دولار أمريكي من النفقات العسكرية.

إبان الحرب، أمطرت الولايات المتحدة المدن والأرياف الكورية بوابل من القنابل التي تقدر بنحو 600 ألف طن، حتى بلغ بها الأمر حد ارتكاب الفظائع باستخدام الأسلحة الجرثومية والكيميائية. هكذا، تفوقت الحرب الكورية جميع الحروب الماضية كثيرا من حيث كثافة القوات المسلحة والمعدات النارية التي زجت بها الولايات المتحدة ومن حيث وحشية وضراوة وشراسة أساليبها الحربية.

آنذاك، أعرب الكثير من الناس في العالم عن قلقهم إزاء مصير كوريا الحديثة الولادة التي تواجه الولايات المتحدة، لأن الأخيرة ظهرت كزعيم للعالم الرأسمالي بعد الحرب العالمية الثانية، مفاخرة بقدرتها الرأسمالية والتقنية والعسكرية الكبرى.

بيد أن الجيش الشعبي الكوري ألحق الهزيمة المخزية بالقوى العدوانية بزعامة الولايات المتحدة وأحرز انتصارات باهرة في الحرب، تحت القيادة المحنكة للرئيس كيم إيل سونغ (1912- 1994) الذي يتميز بالجرأة العظيمة والرؤية العبقرية.

في فترة الحرب الكورية، قام الجيش الشعبي الكوري بقتل وجرح وأسر 1567128 عدوا منهم 405498 جنديا من القوات العدوانية للإمبريالية الأمريكية، وغنم وتحطيم قدر هائل من المعدات القتالية والتقنية والأعتدة الحربية، بما فيها 12224 طائرة، و564 سفينة حربية ومدنية، و3255 دبابة ومدرعة، وأكثر من 13350 عربة، و7695 مدفعا بشتى أنواعه، وهذه الخسائر بلغت 2,3 ضعف تقريبا للخسائر التي تكبدتها الولايات المتحدة خلال أربع سنوات من الحرب الباسفيكية أثناء الحرب العالمية الثانية.

بخصوص هذه الحقائق، اعترف المؤرخون الأمريكيون لاحقا بهزائمهم، قائلين "إنها كانت غالية إلى حد مثير للإغماء".