سفارة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية

الأخبار

 لغز الحرب الكورية وحله

2023-06-06 10:42:10
 لغز الحرب الكورية وحله
 لغز الحرب الكورية وحله

لغز الحرب الكورية وحله

ما زالت الحرب الكورية (1950 - 1953) التي اندلعت في خمسينيات القرن الماضي
تبقى اليوم لغزا لكثير من الناس في العالم.
إنهم يستغربون كيف استطاعت كوريا الفتية التي لم تمر السنتان على تأسيسها أن تنتصر
في الحرب ضد الولايات المتحدة الأمريكية التي تتبجح بأنها "أقوى" في العالم وجيوش 15
دولة دائرة في فلكها.

الحل الأول – الطرق القتالية والتكتيكات البارعة

فوجئت الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب الكورية بمواجهة الطرق القتالية
والتكتيكات الغريبة التي لم تعرفها سابقا.
ذهبت كل أشكال التفوق الأمريكي أدراج الرياح بفعل الطرق القتالية والتكتيكات الأصيلة
التي أوجدها القائد الأعلى للجيش الشعبي الكوري الرئيس كيم إيل سونغ(1912 – 1994)
مثل معركة الهجوم المعاكس الفوري والحاسم وتشكيل الجبهة الثانية بوحدات الجيش النظامي
في مؤخرة العدو وأسلوب معركة الأنفاق وحركة فرق قناص الطائرات والدبابات.
من أبسط الأمثلة على ذلك فقدان الولايات المتحدة 1754 طائرة على الأقل في عام
1951 وحده نتيجة لحركة فرق قناص الطائرات باستخدام الأسلحة الخفيفة.
إن المعركة البحرية التي دارت قبالة زومونزين لا تزال تعرف اليوم بمعجزة في تاريخ
معارك العالم البحرية وهي التي وضع الرئيس كيم إيل سونغ خطتها العملياتية. ائتمر بحارة
الجيش الشعبي بأوامره حتى أغرقوا الطراد الثقيل "بولتيمور" بحمولة 17300 طن وحطموا
الطراد الخفيف بأربعة زوارق للطوربيد فقط.
الأمر نفسه ينطبق على معركة تحرير دايزون التي أدهشت العالم بإبادة الفرقة الرابعة
والعشرين الأمريكية التي تدعي بأنها "الفرقة المنتصرة دائما"، فضلا عن أسر قائدها تين.
في الفترة اللاحقة، صارح الضابط الأمريكي فيرينبارك الذي اشترك في الحرب الكورية
كما يلي في كتابه "سجل وقائع الحرب الكورية":
"إنهم (يعني الجيش الشعبي) اعتمدوا على تكتيك الهجوم الأمامي على جيش الدفاع

2

(الفرقة الرابعة والعشرين الأمريكية) لتقييد حريته واضطراره إلى التراجع من جهة ومن جهة
أخرى، تقدمهم إلى مؤخرة جيش الدفاع بأسلوب الالتفاف أو التسلل لقطع طريق تراجعه.
كان ذلك ... تكتيكا لم يدركه القادة العسكريون الأمريكيون حتى وإن فات الأوان."

الحل الثاني – الروح المعنوية الصامدة

كلما دارت المعارك الطاحنة ضد العدو، سد أفراد الجيش الشعبي الأوكار المعادية
بصدورهم وقاتلوا عن آخرهم دفاعا عن مرتفع الوطن. كان من بينهم أحد الجنود الذي سحق
العدو بضغط زر الرشاشة الثقيلة بفكه عندما تكسرت ذراعاه ورجلاه، والممرضة التي
اندفعت بالقنبلة اليدوية المضادة للدبابة إلى تحت الدبابة المعادية بعد إصابتها بجراح في كل
أطراف جسدها.
حين أطلق ماك آرثر الذي يتباهى بأنه "نابوليون في الشرق" عملية الإنزال على إينتشون
بتعبئة أكثر من 50 ألف جندي من القوات الضخمة ومئات السفن الحربية ونحو ألف طائرة،
تصدت لها بطارية المدفعية الساحلية الواحدة المزودة بأربعة مدافع فقط وسرية المشاة الواحدة
المرابطة في جزيرة واولمي.
بلغت النسبة العسكرية والتقنية بين الطرفين 1 إلى 2000 نظرا للاختلاف الهائل في
ميزان القوى، إلا أن أفراد الجيش الشعبي حققوا المآثر البطولية بدرء الإنزال المعادي لمدة
ثلاثة أيام بمواجهة العدو العاتي دون أدنى تردد.
كما هجم الأعداء على المرتفع 1211 الواقع في شرق الجبهة عشرات المرات كل يوم
وهم يمطرونه بوابل من القنابل والقذائف، بيد أن أفراد الجيش الشعبي دافعوا عن المرتفع حتى
النهاية برمي القنابل اليدوية عند نفاد الرصاص ودحرجة الصخور عند نفاد القنابل اليدوية.
قال أحد المراسلين الغربيين في مقالته إنه "مما يعجبني حقا روح التضحية والبطولة
المنقطعة النظير التي يظهرها أفراد الجيش الشعبي في الحرب الكورية. يعرف تاريخ
الحروب العالمي حكايات تتناقل عن مآثر الأبطال المعدودين ولكنه لا يعرف حقيقة قتال عدد
كبير من العساكر قتال الأبطال على هذا النحو"، داعيا القراء إلى التوجه نحو ساحة الحرب
الكورية بقصد إدراك أحقية أن الروح المعنوية للإنسان أقوى من أي وسيلة عسكرية وتقنية.

3

الحل الثالث – الحرب الشعبية الشاملة

كانت الحرب الكورية حربا شعبية شاملة حطمت المعرفة العامة القائلة بأن الحرب ينفذها
الجيش.
كتب المراسل الحربي الأسترالي وولفريد بورتشيت في كراسه "هذه الحرب الغريبة" ما
يلي:
"تطوع 1,2 مليون شاب وشابة في خدمة وحدة المتطوعين للجيش الشعبي الكوري أو
وحدة حرب العصابات خلال 6 أسابيع في بداية اندلاع الحرب".
في يوم 27 من يونيو/ حزيران بعد يومين من نشوب الحرب، عقد أكثر من 2800 طالب
وطالبة في جامعة كيم إيل سونغ عزما على الانطلاق إلى الجبهة، هذا بالإضافة إلى تطوع
الطلبة الشباب في عدد كبير من الكليات والمعاهد والمدارس الإعدادية والثانوية في أرجاء
البلاد.
هذا وتطوع الكثير من العمال والفلاحين في كل أنحاء البلاد يوميا للقتال في الجبهة بعقد
المؤتمرات والاجتماعات العامة.
ومن جهة أخرى، قرر أبناء الشعب في المؤخرة أن يتبرعوا بالطائرات والدبابات والسفن
الحربية باسم "نيوسونغ"(النساء) و"سونيون"(الناشئون) وغيرهما، وهبوا منتصبين لحملة
زيادة الإنتاج من أجل انتصار الحرب.
لم يتوقف الفلاحون عن إنتاج الحبوب حتى وسط القصف الجوي المعادي، بينما لم يكف
العمال عن عملية الإنتاج في زمن الحرب ولو للحظة واحدة من خلال تدوير السير بأيديهم
المجردة عند انقطاع الكهرباء.
كما أسهم سكان المؤخرة في ضمان التحركات القتالية للجيش الشعبي بترميم سكك الحديد
والجسور والطرق المدمرة بجهودهم المتفانية.
تهافت أبناء الشعب رجالا ونساء، كبارا وصغارا في منطقة الجبهة على نقل القذائف
والمؤن والجرحى بالعربات أو على ظهورهم وشكلت أعمالهم البطولية هذه لمساعدة الجيش
ضمانة أمينة لانتصار الحرب، بربط الجبهة بالمؤخرة بصلة واحدة.
في الحقيقة، اضطر أبناء الشعب الكوري إلى معاناة حزن الاستعباد الاستعماري تحت

4

وطأة الاحتلال العسكري للإمبريالية اليابانية (1905 – 1945) الذي دام نصف قرن تقريبا
ولم يسعهم أن يصبحوا شعبا للدولة المستقلة الأبية ذات السيادة وأصحابا للأراضي الزراعية
والبلاد إلا عندما استعاد الرئيس كيم إيل سونغ الوطن السليب وحرص على تطبيق الإصلاح
الزراعي وقانون العمل وسائر الإصلاحات الديمقراطية.
هذا هو السبب في أنهم قاتلوا قتالا بطوليا ضد الغزاة مضحين بأرواحهم دون تردد لأنهم
لم يستطيعوا أن يعيشوا حياة العبيد مجددا.

إرسل لصديق