سفارة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية

الأخبار

تحويل الأمية إلى مواهب علمية وتقنية

2021-05-17 11:43:08
تحويل الأمية إلى مواهب علمية وتقنية
تحويل الأمية إلى مواهب علمية وتقنية
د. يحيى خيرالله

من محو الأمية إلى تحويل جميع أبناء الشعب
إلى أصحاب المواهب العلمية والتقنية

قبل تحرير كوريا من الاحتلال الياباني العسكري في الماضي (1945)، كانت حضارتها في حالة متدنية جدا.

إذ كان ملايين من سكانها أميين. وكانت تصل نسبة التحاق الأطفال في سن الدراسة بالمدرسة إلى 35 بالمائة فقط مما جعلهم يعتبرون مجرد التخرج من المدرسة الابتدائية أمرا عظيما. ولم يبلغ عدد المدارس الثانوية إلا 43 مدرسة على مستوى البلاد فلم يجرؤ بنون وبنات العمال والفلاحين على الالتحاق بها. وما كانت في هذا البلد المعاهد العالية ولو واحدا منها وكان عدد العلماء والتقنيين حوالي 12 شخصا بصفتهم بالإجمال ككوادر تقنيين وطنيين.

على ذلك، اضطرت كوريا الديمقراطية المتحررة إلى أن تبدأ عمل التعليم من محو الأمية واستحداث المدارس لبنين وبنات العمال والفلاحين.

بالنظر إلى تاريخ تطور التعليم فيه، نجد أن ميزته هي أن يتم تطبيق التعليم المجاني في كل مراحله بدءا من المرحلة قبل المدرسية إلى المرحلة الجامعية وفي كل أنواعه مثل التعليم المدرسي والتعليم اللاصفي والتعليم الاجتماعي ويخدم جميع أبناء الشعب ولا طبقات وأشخاصا امتيازيين.

قد مورس في هذا البلد التعليم الابتدائي الإلزامي العام عام 1956 والتعليم الثانوي الإلزامي العام منذ عام 1958 والتعليم المجاني العام عام 1959 والتعليم التقني الإلزامي العام لمدة 9 سنوات عام 1967 والتعليم الإلزامي العام لمدة 11 سنة عام 1972. ففي الثمانينات من القرن الماضي، بلغ مستوى المعارف العامة لجميع الجماهير العاملة فوق مستوى خريجي المدرسة الثانوية على نطاق البلاد كلها.

يولي هذا البلد اهتمامه الكبير للتعليم الاجتماعي لرفع المستوى التقني والمهني للجماهير العاملة باطراد. فيوفر لكل من يريدون الانضمام إلى نظام التعليم مع مزاولة العمل ظروفا لازمة لتخرجهم من الجامعة بواسطة ذلك النظام.

سبق ونشرت الصحيفة الصينية "رينمين ريباو" قبل أكثر من عشر سنوات أن في كوريا الاشتراكية يوجد أكثر من مائتي مؤسسة التعليم العالي وحوالي 1,2 مليون من رجال العلوم والتقنيين والاختصاصيين (حوالي مليونين شخص في الواقع)، وتلقى الواحد من عشرين شخصا في المتوسط، التعليم العالي.

ومع حلول عام 2010، ارتقى مستوى التعليم في هذا البلد إلى مرحلة جديدة. وبتطبيق نظام التعليم الإلزامي العام لمدة 12 سنة، زادت مدة التعليم الإلزامي سنة واحدة، وصار يدفع تحديث مضامين التعليم وطرقه بسرعة.

وتم الإسراع بالعمل لإعداد جميع أفراد المجتمع كجماهير عاملة مثقفة ذوي معارف خريجي الجامعات، ومضطلعين بتطوير العلوم والتكنولوجيا، بعد وضع الهدف لتحويل جميع أبناء الشعب إلى أصحاب مواهب علمية وتقنية.

تحقيقا لذلك الهدف، زاد عدد المعاهد العالية للتعلم مع مزاولة العمل، مثل المعاهد العالية للعمال والمزارعين وأرسي نظام التعليم عن بعد. يزداد عدد العمال والفلاحين الحائزين على الدرجات العلمية بعد التخرج من كليات التعليم عن بعد أو المعاهد العالية للعمال والمزارعين وغيرها.

إرسل لصديق