سفارة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية

الأخبار

 مجتمع يحترم النساء

2021-03-07 22:32:25
  مجتمع يحترم النساء
 مجتمع يحترم النساء
د. يحىى خيرالله

دكتور يحيى خيرالله

بقلم : د . يحيى خيرالله

تجري حاليا في كل مكان من الكرة الأرضية، ودون أي تورع، أعمال اهمال الحقوق الشخصية للنساء ، بدلا من ضمان حقوقهن للحرية والمساواة والكرامة. ولكن الواقع المتناقض لذلك نراه في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، الدولة الاشتراكية المتمحورة على جماهير الشعب.

جدير بالتأكيد أنه تضمن لجميع النساء في كوريا كل حقوق الإنسان الاجتماعي دون تمييز، مثل حقهن في العمل والراحة، وحقهن في تلقي التعليم المجاني والعلاج المجاني، فضلا عن حرياتهم وحقوقهن السياسية.

تشترك النساء في هذا البلد بنشاط في الحياة الاجتماعية والسياسية، بحقوق متساوية مع الرجال، بكونهن سيدات للبلاد. فيشاركن جميعا بحرية في إدارة الدولة، بما فيها انتخابات أجهزة السلطة، ولهن حق في الانتخاب والترشيح بغض النظر عن المهنة والممتلكات ومستوى المعارف. كما تمارس كثير من النساء، بما فيهن مبرزات في العمل، حقهن في الكلام في اجتماعات مناقشة شؤون الدولة، بعد انتخابهن كنائبات لمجلس الشعب الأعلى وأجهزة السلطة من مختلف المستويات.

نورد هنا، كأحد أمثلة على ذلك، قصة عن مون كانغ سون عاملة النسج العادية في مصنع كيم جونغ سوك للغزل والنسيج في بيونغ يانغ.

إنها ولدت بعد وفاة أبيها، وأصبحت عاملة النسج، بعد تخرجها من المدرسة الثانوية، وحين بدأت بالعمل في المصنع، فارقت أمها أيضا الحياة. ولكنها نمت كمبرزة في العمل وبطلة عمل، وسط اهتمام المجتمع والجماعة، دون أن تعرف حزن فقدان والديها. كما أنها تسلمت مسكنا جديدا في شارع تشانغزون الذي تم بناؤه حديثا في قلب العاصمة، دون مقابل. زار القائد الأعلى كيم جونغ وون مسكنه وهنأ انتقالها إليه، وأخذ صورة تذكارية معها وزوجها، كأفراد أسرة واحدة. يجدر ذكره أنها انتخبت كنائبة لمجلس الشعب الأعلى، تقديرا لعملها المتفاني من أجل البلاد والشعب.

تتمتع النساء في كوريا بالمنافع الخاصة على صعيد الدولة والمجتمع.

لقد تم إلغاء الضرائب في هذا البلد، ولا يوجد عاطل عن العمل، ويمارس نظام العلاج المجاني ونظام التعليم المجاني. النساء في هذا البلد بعيدات عن القلق والهموم بشأن الحصول على الشغل وتربية الأولاد وتعليمهم وعلاج أمراضهم.

فدار بيونغ يانغ للتوليد، المعروفة واسعا في المجتمع الدولي، تثبت بجلاء نوعا من المنافع الخاصة التي تتمتع بها النساء في كوريا. ففي هذه الدار، مركز الخدمات الطبية الحديثة والجامعة من أجل النساء، يتلقى الجميع كل الخدمات الطبية لعلاج أمراض النساء دون أي مقابل، فضلا عن الولادة. إنهن يخرجن منها مع رضع أصحاء، بعد تماثلهن تماما لشفاء حتى الأمراض التي لم يعرفنها.

يمنح هذا البلد للتوائم الثلاث الهدايا مثل الخاتمة الذهب والمدية الفضة، وللنساء كثيرات الأولاد لقب بطل الأمومة.

وفي معهد أبحاث أورام الثدي، التابع لدار بيونغ يانغ للتوليد، الذي تم بناؤه حديثا قبل عدة سنوات، تجري الفحوصات الطبية الدورية للنساء في كل أنحاء البلاد وأعمال علاج أمراض الثدي على قدم وساق. النساء العاديات، لا النساء المميزات، يتلقين العلاج الممتاز بالمعدات الرائدة، ويتسلمن من الدولة كل أنواع من الأدوية ذات النجاعة العالية.

وتضمن الدولة معاملة خاصة للنساء. إذ أنها تقلص أوقات العمل للنساء العاملات لهن عدة أولاد، وتدفع المعونات المعينة كل شهر، وتوزع عليهن المساكن، أولا وقبل الآخرين. ولتشجيع النساء على انطلاقهن إلى المجتمع، قامت الدولة بتزويد كل أنحاء البلاد، مثل المدن والأرياف وقرى الصيادين، بدور الحضانة ورياض الأطفال ومستشفيات الأطفال، وسائر المرافق التسهيلية الضرورية، وبخاصة، جعلت الدولة بناء دور الحضانة ورياض الأطفال التابعة للمصانع والمؤسسات حيث يوجد كثير من النساء العاملات، كقانون لها.

وتتحمل الدولة والمجتمع مسؤولية توفير كل الظروف القابلة لإعالة وتربية الأولاد في دار الحضانة وروضة الأطفال على أعلى مستوى، ويجري العثور على براعم مواهب الأولاد وتفتيح أزهارها كأمر إلزامي.

يمكن المعرفة جيدا بمدى احترام النساء في كوريا، من خلال حقيقة تقديم العروض الفنية الحاشدة لتهنئة النساء بمناسبة عيد الثامن من آذار الدولي للمرأة، وذلك بحضور قائد الدولة، وبناء الدولة للمساكن الجماعية الفاخرة وإقامة المأدبة فيها من أجل النساء العاملات.

في ظل هذه المنافع، تعمل النساء الكوريات حسب مشيئتهن، دون أي انزعاج، في مواقع العمل التي توفرها الدولة لهن، ويشاركن في الحياة السياسية بنشاط، ويبذلن كل ما لديهن من المواهب والذكاء من أجل إثراء البلاد وزيادة منعتها وازدهارها، فيما يؤدين دورا هاما في مختلف الميادين، مثل الصناعة والزراعة، والدفاع عن الوطن، والأدب والفن، والتعليم والصحة. توجد بينهن عالمات أظهرن القدرات الوطنية لكوريا، بمساهمتهن في الإطلاق الناجح للأقمار الصناعية، ورئيسات مجلس إدارة المزارع اللواتي أوجدن مجالا جديدا في زراعة المرتفعات الشمالية والسواحل الشرقية، ورياضيات أثبتن روح البلاد بفوزهن بالميدالية الذهبية، وطبيبات نذرن دمهن وعظمهن لإنقاذ الحياة، ومنظفات الطرق اللواتي يكرسن ضميرهن النزيه في الجبال الموحشة.

حقا، إن كوريا بلد انتقلت فيه القواعد القانونية الدولية من أجل مساواة الرجال والنساء إلى حيز الواقع، وبلد يضمن كرامة النساء وحقوقهن على أعلى مستوى، نتيجة لبناء حديقة أزهار إيلاء الأهمية للنساء واحترامهن.

إرسل لصديق