بالقوة الذاتية تحقق كوريا الازدهار

من المعروف أن القوى المعادية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية لجأت خلال أكثر من 70 سنة إلى ممارسات الضغط والتهديد والتهويل وفرض العقوبات والحصار ضد هذا البلد في جميع النواحي السياسية والعسكرية والدبلوماسية وغيرها على نحو لم يسبق له مثيل في التاريخ.
إلا أن تلك الظروف القاسية لم تدفع أبناء الشعب الكوري إلى الركوع على ركبهم، بل وأتاحت لهم أن يتعلموا أسلوب العيش بقواهم الذاتية وأسلوب التغلب على العدو والمصاعب وأسلوب الحفاظ على كرامتهم وحقوقهم. وعلى الأخص، كانت التحديات التي حلت بهذا البلد خلال بعض الأشهر الماضية صعوبات قاسية وبالغة الخطورة إلى حد لا يصمد معه الآخرون ولو يوما واحدا ويتراجعون عن مكانهم إذا تعرضوا لها، ولكن أي نوع من التحديات لم يستطع أن يوقف أو يؤخر اندفاع أبناء الشعب الكوري السائرين إلى الأمام دون كلل مشكلين كيانا متكاملا وطيدا فيما بينهم.
خلال العام الفارط وحده، تجاوزوا في قطاع الزراعة أعلى مستوى إنتاج سنوي تحقق في الأعوام الماضية، حتى في ظل ظروف تعرضهم لتقييدات كثيرة جراء العقوبات من جانب القوى المعادية واستمرار المناخ والأحوال الجوية السيئة. وتمكنوا من إتمام مشروع المرحلة الثانية من بناء مدينة سامزيون الواقعة في أقصى طرف شمالي لهذا البلد حتى خرجت إلى حيز الوجود المدينة المحلية المثالية النموذجية بوصفها معيارا للمدن الجبلية الثقافية، وأنشأوا المزرعة العملاقة لدفيئات الخضار والمشتل في منطقة زونغبيونغ بقضاء كيونغسونغ من شمال هذا البلد والتي كان يعمها الغبار الترابي فقط. هذا واستطاعوا أن يبنوا منتجع يانغدوك الثقافي بالمياه المعدنية الساخنة وهو مركز العلاج والخدمة بالمياه المعدنية الساخنة وقاعدة الرياضة والراحة الثقافية المركبة
متعددة الوظائف على مستوى رفيع يجدر بتمثيل ثقافة الدولة من باب المياه المعدنية الساخنة. ورغم أن الأعمال الضخمة والمعقدة لتطوير أنظمة الأسلحة الرائدة التي لم تملكها إلا الدول المتقدمة في علوم وتكنولوجيا الدفاع الوطني كانت تشترط بحثهم بجهودهم الذاتية عن إجراءات الحل التجديدية على الصعد العلمية والتقنية دون مساعدة من أحد، بيد أنهم نجحوا في تنفيذ جميع هذه المهام البحثية بشكل كامل.
كما تتسارع بكل دقة عملية إنجاز مشاريع البناء الجارية في وقت واحد في أنحاء البلاد، مثل بناء منطقة كالما السياحية الساحلية في واونسان ومصنع سونتشون للسماد الفوسفاتي ومحطتي أورانغتشون ودانتشون الكهربائيتين، وظهر اتجاه النمو المرموق في معظم قطاعات الاقتصاد، بدءا بصناعات المعدن والفحم ومواد البناء والصناعة الخفيفة.
إذا كانوا قد حققوا النجاحات العظيمة المذكورة أعلاه، فذلك ليس إطلاقا لأن الوضع والظروف المحيطة بهم تتميز بالسهولة، بل لأنهم هدفوا إلى أن يدلوا أمام العالم بالممارسة الفعلية على أنهم يستطيعون العيش برخاء على قدر ما يشاؤون مهما حل بهم الوضع القاسي والمحن العصيبة، وهو ما كان تحديدا حصيلة كوريا في عام 2019. وفي الوقت ذاته، كان ذلك نتاجا عن إرادتهم ونضالهم لإقامة البلد الثري والقوي والمزدهر بجهودهم المضنية اعتمادا على قوتهم وتقنيتهم الخاصة وموارد بلدهم.
يعرف الكوريون حق المعرفة أنهم إذا لم يمنحوا زخما قويا لإنماء قوة التعزيز الذاتي منتظرين رفع العقوبات عنهم، سيزداد هجوم الأعداء قوة على شدة وسيقتحمونهم بغرض عرقلة تقدمهم.
تتمتع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بأسس الاقتصاد المستقل التي رسختها لعشرات السنين، والقوى العلمية والتقنية المقتدرة، وقوة الشعب الذي جسد الاعتماد على النفس ويشتعل بالحماسة الوطنية. على ذلك، يوطد الشعب الكوري عزمه على صون كرامة بلده حتما بقوته الذاتية حتى ولو بشد الأحزمة على بطنه، وقهر القوى المعادية.
في أواخر كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي، عقدت الدورة الكاملة الخامسة للجنة المركزية السابعة لحزب العمل الكوري، بهدف اتخاذ الإجراءات الحاسمة للتعجيل بالبناء الاشتراكي بعد تحليل وتقييم شامل وعميق للعقبات والمصاعب الذاتية والموضوعية التي تقف على طريق تقدم البلاد، وأكدت هذه الدورة على ضرورة توسيع خطوات التقدم لمواصلة مسيرة كوريا النضالية نحو الانتصار الجديد، تلك المسيرة التي خاضتها بكل شجاعة تحت الراية الخفاقة لإثراء البلاد وتقويتها وتحقيق ازدهارها بالقوة الذاتية.
يرى المجتمع الدولي روح كوريا القوية والجريئة وقدراتها الكامنة الهائلة حين تتقدم إلى الأمام بخطى حثيثة وتقفز إلى الأعلى ماضية قدما في مواجهة المصاعب القاسية على الطريق الثابت لإثراء البلاد وتقويتها وتحقيق ازدهارها بالقوة الذاتية، دون أن تعرف أدنى تردد أو تذبذب أمام أية تحديات وصعاب.