غير مصنف

الإجراءات الحكومية في كوريا الاشتراكية

الإجراءات الحكومية في كوريا الاشتراكية

تعاني جميع بلدان العالم حاليا من قضايا رسوم التسجيل والعلاج وأسعار المنازل، والمسنين واصحاب الهمم الخاصة وغيرها، ولكن كيف تجري معالجتها في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية؟

خير مثال على ذلك الإجراءات الحكومية في هذا البلد.

بفضل إجراءات التعليم المجاني، لا يعرف جميع الطلاب الشباب والناشئين في أنحاء البلاد حتى كلمة رسوم التسجيل او الدروس الخصوصية مطلقا.

ذلك أن كوريا الاشتراكية ما زالت توفر للشباب والأطفال فرصة التعلم بلا مقابل منذ تطبيق نظام التعليم المجاني العام في عام 1959، وحتى يومنا هذا. أما الطلاب الجامعيون فهم يتعلمون متمتعين بتلقي المنح الدراسية من قبل الدولة. كما يجري التعليم العالي من الكلية إلى معهد الدراسات العليا بلا مقابل، بعد إتمام برامج التعليم الإلزامي لمدة 12 سنة

من إحدى مزايا نظام التعليم المجاني في هذا البلد أن لا يستدعى الطالب المدرسة والعكس بالعكس نظرا لأن المدارس الفرعية تقام مع توزيع المعلمين فيها من أجل نزر يسير من الأطفال في القرى الجبلية النائية وقرى الجزر المنعزلة، فضلا عن تسيير القطارات والمراكب المدرسية. هكذا، يعمل هذا البلد على إنشاء المدرسة في أي مكان يحتضن الأطفال حتى يتردد صوت الجرس إيذانا بإلقاء الدرس وهو ما يعتبر مبدأ بناء المدرسة فيه.

كما لا تسري في كوريا الاشتراكية كلمة رسوم العلاج.

إن نظام العلاج المجاني المطبق في هذا البلد يختلف تمام الاختلاف عن النظام الذي يتحقق بموجبه الحق في تلقي العلاج حسب قدرة كل فرد على دفع المبالغ، والنظام الذي تدفع الدولة بموجبه مصاريف العلاج بالنسبة لبعض المحافل الاجتماعية حصرا، وعلى ذلك، يكمن جوهر نظام العلاج المجاني الكوري وخصائصه في كونه متكاملا وشاملا بكل ما في الكلمة من معنى. ففي هذا البلد، يتمتع الجميع بمنافع العلاج المجاني على حد سواء بغض النظر عن الجنس والعمر ومحل الإقامة والمهنة وكمية العمل المنجز وجودته والمداخيل. وجميع الخدمات الطبية جارية بلا مقابل مثل تقديم الأدوية إلى المرضى أثناء علاجهم في المستشفى والعمليات الجراحية لهم ودخولهم إلى المستشفى للمعالجة ومساعدة الحبالى على التوليد وتوفير ظروف حياة المرضى في فترة رقادهم بالمستشفى، ناهيك عن تشخيصهم ووصفهم.

من أبلغ الأمثلة على ذلك أحد العمال في المنطقة المحلية والذي أصيب بجروح خطيرة لوقوع حادثة مفاجئة أثناء عمله. بعد أن أخضع للإسعاف الأول في المستشفى المحلي، نقل إلى المستشفى الكبير في بيونغ يانغ، حيث عاد إلى الحياة في اليوم الخامس عشر من تلقى العلاج. في تلك الأيام، اشترك في عملية علاجه أكثر من 10 أطباء، بمن فيهم الأكاديميون، والبروفيسورات، والدكاترة، واستعملت 72 نوعا من الأدوية الغالية، ونقلت إلى جسمه 7ر5 لتر من الدم. الخدمة الطبية تقدر ب150 ألف دولار تقريبا في البلدان الأخرى، لكن المريض وأفراد عائلته لم يعرفوا هذه المبالغ البتة.

ومما يسترعى انتباها خاصا في النظام الصحي بكوريا الاشتراكية نظام التخصص الطبي لكل منطقة والذي يتخذ الأطباء بموجبه رفع مستوى الاعتناء بصحة أفراد الأسر المخصصة لهم رسالة أساسية لهم ويقومون بمختلف الأعمال من ضمن خطة، مثل الاطلاع على حالة صحة أفراد تلك الأسر، والتوعية والتثقيف بالمعارف الصحية، والوقاية الصحية، ورعاية صحة الأطفال والحبالى والمسنين والمرضى المزمنين، وزيارتهم، وعلاجهم الخارجي، وتنظيم خدمة إدخالهم إلى المستشفى للعلاج، والفحص الطبي عن قدرة العمل.

على ذلك، أصدرت منظمة الصحة العالمية في شهر يناير/ كانون الثاني عام 2011، تقريرا يصف بأن النظام الصحي لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية نظام صحي تقدمي.

ولا يبخل هذا البلد بتوظيف الأموال الهائلة وصرفها من أجل تحسين صحة أبناء الشعب وضمان حياتهم الثقافية والوجدانية.

كل من يزورونه لا يتمالكون أنفسهم من شدة الدهشة والإعجاب بعيش الشغيلة العاديين في تلك العمارات السكنية عالية الأدوار وناطحة السحاب مثل شارع تشانغزون وشارع ميراي للعلماء وشارع ريوميونغ، المبنية في قلب العاصمة. هكذا، توزع الدولة عليهم هذه المساكن التي تقدر قيمتها بعدة ملايين دولار، دون تقاضي أي فلس، بعد بنائها بتخصيص مبالغ طائلة.

كما تحرص كوريا الاشتراكية على أن يتمتع جميع العمال والفلاحين والموظفين وغيرهم من الشغيلة، دون استثناء، بمنافع الإجراءات الاجتماعية مثل نظام الراحة والاستجمام، ونظام الإجازة مدفوعة الأجر، ونظام التأمين الاجتماعي، ونظام الضمان الاجتماعي، على حساب الدولة.

يطبق هذا البلد لكافة العمال والموظفين نظام العمل لثماني ساعات، ونظام الإجازة مدفوعة الأجر، والنظام العادل لأجر العمل، ونظام التأمين الاجتماعي، إضافة إلى توفير ظروف العمل الآمنة وظروف الحياة الثقافية للعمال. وبموجب قانون العمل الاشتراكي، يختار جميع الشغيلة مهنهم حسب أملهم وكفاءتهم ويعملون بمهن مستقرة.

هذا وتتحمل الدولة كامل مسؤولية الاعتناء بالمسنين الذين لا أبناء لهم والأطفال الأيتام والمعوقين. في هذا السياق، يستمتع أولئك جميعا بمنافع الدولة في دار رعاية المسنين ودار الحنان ودار الأيتام ببيونغ يانغ وغيرها، ومن خلال الاتحاد الكوري لرعاية المعوقين.

إن أهم شيء في الإجراءات الحكومية بكوريا الاشتراكية هو ضمان كرامة الإنسان وحقوقه على أعلى المستويات، إذ تعتز بأرواح أبناء الشعب وصحتهم أكثر من الغالي والنفيس من المدخرات ولا يضن بتخصيص الاستثمارات وإنفاقها من أجلهم.

ويتميز هذا البلد برعاية الأمهات والأطفال بشكل خاص، وحماية حقوق المرأة بحكم القانون.

إلى جانب ذلك، تخضع شخصية المعوقين وحقوقهم للحماية القانونية الخاصة لكونها متساوية مع جميع الآخرين، إذ أن الدولة اتخذت قانون رعاية المعوقين، الذي ينص على قضايا علاجهم لاسترداد الصحة، وتعليمهم، وحياتهم الثقافية، وعملهم وغيرها.

على هذا النحو، تقوم الإجراءات الشعبية المطبقة في كوريا الاشتراكية على شعار “كل شيء من أجل الشعب، وكل شيء بالاعتماد على جماهير الشعب!”، والمقولة الداعية إلى إعطاء الأولوية القصوى لمصالح الشعب وتسهيلاته واعتبارها شيئا مطلقا.

هذه الحقائق كافية لمعرفة السبب في مضي الشعب الكوري قدما للدفاع عن النظام الاشتراكي حتى النهاية مهما قست المحن والشدائد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى