سفارة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية

الأخبار

رؤية تحليلية لزيارة القائد الأعلى كيم جونغ وون للصين

2019-01-25 13:42:09
كيم جونغ وون في الصين
كيم جونغ وون في الصين
مجلس التعاون

يهتم المجتمع الدولي الان بالنشاطات الدبلوماسية التي يمارسها القائد الأعلى
كيم جونغ وون ، على ضوء زيارته للصين والتي قام بها كأول عمل من جدول الأعمال السياسية في هذا العام الجديد.

والجدير بالذكر أن نشاطاته الدبلوماسية تتجه، أولا وقبل كل شيء، الى تحقيق الهدف الإستراتيجي لاستتباب الامن السلام في شبه الجزيرة الكورية.

من الطبيعي القول بأن أجواء انفراج الوضع الناشئ اليوم في شبه الجزيرة الكورية تمخض عنها موقفه المحب للسلام. كما هو معروف، فقد أجرى محادثات القمة بين كوريا والولايات المتحدة الأمريكية في العام الماضي، بدافع من التطلعات شعبية للبلدين في العيش في ظل البيئة المسالمة الخالية من التهديدات النووية.

لا ريب في أن الوسيلة لضمان السلام في شبه الجزيرة الكورية ليست واحدة على الإطلاق. على الرغم من عدم سهولة مسار العلاقات بين كوريا والولايات المتحدة، فقد صرح القائد الأعلى كيم جونغ وون، أثناء زيارته الأخيرة للصين، بأنه ليس ثمة أي تغير في موقفه الأساسي الرامي إلى الالتزام بهدف إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، والتنفيذ المخلص للبيان المشترك الصادر عن محادثات القمة الكورية الأمريكية التي أجريت بسنغافورة، والتسوية السلمية للمشاكل عبر الحوار. وانطلاقا من هذا المبدأ، توصل إلى اتفاق الآراء مع الطرف الصيني حول مواصلة التمسك بموقف الحل النهائي للملف النووي في شبه الجزيرة الكورية بطرق سلمية وبما يتلاءم مع مصالح المجتمع الدولي وكافة الأطراف المحيطة بها، وذلك عن طريق إدارة الوضع في شبه الجزيرة الكورية على نحو سليم. وفي الوقت نفسه، قد بيّن للولايات المتحدة موقفه الثابت وطالبها بمعاملة البيان الكوري الأمريكي المشترك معاملة مخلصة. من هنا، يمكن اعتبار زيارته الأخيرة للصين هي ما أثبت أمام العالم مدى صمود إرادته المحبة للسلام.

ومما يسترعي انتباه العالم أيضا أن تسير نشاطاته الدبلوماسية نحو إضفاء الأهمية على النفعية أكثر من الرسميات.

في العام الماضي، قام بزيارة الصين ثلاث مرات في غضون فترة تقل عن 90 يوما، وفي العام الجاري، زارها مرة أخرى كأول عمل ضمن جدول أعماله السياسية للعام الجديد، وبذلك، يبدو أن مبدأ ممارساته الدبلوماسية هو أنه يستطيع إجراء المشاورات والمناقشات الجدية مع شخص ما في أي زمان ومكان إذا ما دعت الضرورة إلى ذلك.

بهذا الخصوص، سبق أن علقت الوسائل الإعلامية في العالم، مشيرة إلى أنه يولي المضامين والنتائج أهمية أكبر من الشكليات في شؤونه الدبلوماسية، وهو بمثابة قائد على "شاكلة النزوع إلى بلوغ الهدف" سعيا وراء النتائج دونما تقيد بأي شكليات.

حاليا، تسري افتراضات شتى حول إمكانية انعقاد محادثات القمة هذا العام بين كوريا والولايات المتحدة بشأن موضوع ضمان السلام في شبه الجزيرة الكورية. إذا كان انعقاد هذه المحادثات ممكنا فمن المؤكد أن القائد الأعلى لكوريا سيطالب بإجراء التشاور الجدي في المسألة ذات الأهمية الفعلية. اذا كانت الولايات المتحدة تسعى إلى إجراء المحادثات الرمزية لمجرد الحفاظ على ماء وجهها، متخذة الموقف غير المخلص من كوريا باطراد لما استطاعت العلاقات بينهما أن تسير نحو اتجاه إنتاجي أكثر من الآن. كما أن كوريا لا يسعها إلا أن تبحث عن "سبيل جديد" كما قال قائدها الأعلى في خطاب العام الجديد.

علاوة على ذلك، تجدر الإشارة هنا إلى أن زيارته الأخيرة للصين تدل مرة أخرى على أنه ما هو إلا قطب الشؤون الدبلوماسية حقا وفعلا، إذ أنه قام بها وهو يؤكد على معناها بوصفها أول عمل من جدول أعماله السياسية في العام الجديد، مغتنما لأكثر الفترات غرابة من حيث العلاقات بين الدول الثلاث، كوريا والصين والولايات المتحدة. إذا مضت الولايات المتحدة في مضاعفة العقوبات والضغوط المفروضة على كوريا فسوف تجد نفسها في مواجهة الإدانة والاستنكار الدولي، علما بأنها تقف ضد المعالجة السلمية لمسألة شبه الجزيرة الكورية تحت سمع العالم وبصره. ومن ناهية أخرى، إذا أضاعت الوقت بممارسة سلوكها غير المخلص كما هي الحال الآن، فإن العلاقات بين كوريا والصين، التي بلغت مستوى استراتيجيا جديدا، ستزداد قوة على قوة مع مرور الأيام بحيث يغدو كلام الولايات المتحدة يتضاءل في مسار تسوية مسألة شبه الجزيرة الكورية.

على كل حال، سيتأكد على مر الأوقات التحليل القائل إن الوضع في شبه الجزيرة الكورية سيسير في المستقبل أيضا وفقا لإرادة القائد الأعلى كيم جونغ وون.

إرسل لصديق