سفارة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية

الأخبار

تمثال تشوليما في كوريا الاشتراكية

2023-04-11 02:47:57
تمثال تشوليما في كوريا الاشتراكية
تمثال تشوليما في كوريا الاشتراكية

تمثال تشوليما في كوريا الاشتراكية

يقوم في بيونغ يانغ، عاصمة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية التمثال الذي يمثل تشوليما الطائر بقوة نحو السماء.

تشوليما يعني الحصان المجنح الأسطوري الذي يقطع ألف ري في اليوم (وحدة المسافة الكورية "ري" تساوي 393 مترا).

يعبر هذا الحصان عن تطلعات الشعب الكوري وروحه للمضي باطراد في التجديد والقفز والتقدم إلى الأعلى وبأسرع.

في أواسط خمسينيات القرن الماضي، شهدت كوريا الديمقراطية انتشارا شديدا لشعلة المعجزات والتجديدات التي تدهش العالم.

حينذاك، كان وضعها الاقتصادي بالغ الصعوبة لأنه لم تمض إلا فترة قصيرة على وقف نيران الحرب الكورية (1950-1953) التي اندلعت من جراء عدوان الإمبريالية الأمريكية.

تعاظم الطلب على اللوازم والأموال في كل مكان فقد قدمت من أي مكان اقتراحات بتخفيف سرعة التقدم إلى حد ما أو اقتراض النقود من الخارج.

إلا أن الرئيس كيم إيل سونغ كان يثق بقوة الشعب مهما كانت الظروف.

اتخذت الدورة الكاملة للجنة المركزية لحزب العمل الكوري التي عقدت في شهر ديسمبر/ كانون الأول عام 1956 قرارا بزيادة قيمة الناتج الصناعي الإجمالية بنسبة 21 بالمائة في عام 1957عما كانت عليه في عام 1956 من خلال رفع سرعة تقدم البلاد أكثر من ذي قبل ولاسيما زيادة إنتاج المواد الفولاذية بمقدار 5 آلاف إلى 10 آلاف طن.

بعيد انعقاد الدورة الكاملة، توجه الرئيس كيم إيل سونغ إلى مصنع كانغسون للفولاذ (مؤسسة تشوليما المتحدة للفولاذ حاليا) حيث قال للعمال إن البلد سيتخلص من عبء ثقيل عند زيادة إنتاج المواد الفولاذية بمقدار 10 آلاف طن فقط، داعيا إياهم إلى تذليل المصاعب من خلال تشارك الثقة بينه وبينهم.

انطلق العمال في كانغسون إلى حملة زيادة الإنتاج وفاء لغايته حتى أنتجوا أخيرا 120 ألف طن من المواد الفولاذية والحديدية بمدلفنة النورات بطاقة 60 ألف طن.

ما لبثت أن انتشرت شعلة التجديدات هذه في كل أنحاء البلاد على هيئة حركة تشوليما مما حدا بالشعب الكوري قاطبة إلى إحداث النهضة الثورية الكبرى في كل مواقع العمل.

قال الرئيس كيم إيل سونغ إن الشعب الكوري بأسره يتهافت على إحداث النهضة الثورية الكبرى في كافة قطاعات البناء الاشتراكي بروح فرسان تشوليما، مشيرا إلى ضرورة إقامة التمثال الذي يصور ملامح هؤلاء الفرسان رمزا لروح الشعب الكوري، وحدد موقع التمثال على تل مانسو ببيونغ يانغ في أبريل/ نيسان عام 1959.

من أجل إقامة تمثال تشوليما، تم تنظيم مجموعة إبداعه من عشرات النحاتين الأكفاء في أرجاء البلاد لوضع تصاميمه التشكيلية. فقد عرض أكثر من 300 قطعة من تصاميم التمثال في متحف الفنون الجميلة بالعاصمة لاستطلاع آراء الشعب على ما يقال.

في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1959، عاين الرئيس كيم إيل سونغ تصميم التمثال الذي تم إكماله على أساس آراء الشعب ولاقى تقديرا واستحسانا منه.

أثناء معاينة مخطط الإبداع الذي يصور الأحصنة الثلاثة، قال إن الحصان الرئيسي لا يبدو بشكل بارز وهو يسأل عن رأي المبدعين في تمثيل الرجل والمرأة اللذين يمتطيان صهوة الحصان الواحد، نيابة عن مختلف أوساط الشعب.

ثم أكد أنه من الجيد أن نركب الجناحين على تشوليما لأنه يرمز إلى السرعة القصوى باعتباره حيوانا رمزيا ونمثل الرجل والمرأة اللذين على صهوة الحصان الواحد على أن يرفع الأول رسالة حمراء وتحمل الثانية جهازا ما.

كما أشار إلى ضرورة تصوير الشعب لأن هذا التمثال أول تمثال للفرسان في بلادنا بحيث يمكن للناظرين أن يدركوا بوضوح أن أصحاب تشوليما هم أبناء الشعب، وليس أبطال أفراد.

لذا، تم إبداع وإكمال تصميم التمثال الذي يصور عاملا يرفع في المقدمة بيده رسالة اللجنة المركزية لحزب العمل الكوري وفلاحة خلفه تطوق بذراعيها حزمة من سنابل الأرز وهما يندفعان إلى الأمام بسرعة الريح على ظهر تشوليما الذي يطير إلى السماء العالية بنشر جناحيه.

عند إكمال هذا التصميم أيضا، حرص على إقامة نموذج التمثال لاستطلاع آراء الشعب وتوسيع حجمه بضعفين على أساس جمع آرائه ومطالبه.

هكذا، أقيم أخيرا تمثال الفارسين تعبيرا عن روح الشعب الكوري.

في 15 من أبريل/ نيسان عام 1961، حضر الرئيس كيم إيل سونغ حفل إزاحة الستار عن تمثال تشوليما وقص شريط تدشينه وسط الهتافات المدوية للشعب.

أصبح التمثال قوة محركة أتاحت لأبناء الشعب الكوري أن يخلقوا معجزات خارقة، مثل إنجاز المهمة التاريخية للتصنيع خلال 14 عاما فقط منطلقين جارين بسرعة البرق بروح فرسان تشوليما، على الرغم من أن الآخرين احتاجوا إلى مائة عام أو عدة قرون لتنفيذه.

في فترة التصنيع هذه ما بين عامي 1957 و1970، ازداد الناتج الصناعي بمعدل 19,1 بالمائة سنويا.

نجح أفراد الطبقة العاملة في قطاع صناعة الآلات في صنع أول جرارة خلال أكثر من 30 يوما و أول شاحنة في ظرف 40 يوما بقوتهم الذاتية وتقنياتهم الخاصة. أما في قطاع بناء البيوت السكنية فقد طرأت المعجزات بخلق سرعة بيونغ يانغ لتركيب الشقة الواحدة خلال 14 دقيقة.

على ذلك، فتح الشعب الكوري عصر التغير المسمى بعصر تشوليما وأطلق الناس في العالم اسم "كوريا تشوليما" على كوريا الاشتراكية التي تمضي في خلق المعجزات كل يوم.

اليوم، لا يزال تمثال تشوليما قائما تخليدا للمآثر العظيمة للرئيس كيم إيل سونغ الذي جعل الشعب الكوري يمتطي صهوة تشوليما الأسطوري، ويذكّر أبناء الجيل الجديد بسنوات المعجزات الماضية ويضفي الحماسة لبناء الدولة الاشتراكية القوية وجنة الشعب عليهم ويشجعهم ويلهمهم القوة والعزم لخلق المعجزات واجتراح المآثر.

إرسل لصديق