سفارة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية

الأخبار

تاريخ الجيش الشعبي الكوري الممتد إلى 75 سنة

2023-02-04 14:22:29
تاريخ الجيش الشعبي الكوري الممتد إلى 75 سنة
تاريخ الجيش الشعبي الكوري الممتد إلى 75 سنة

تاريخ الجيش الشعبي الكوري الممتد إلى 75 سنة

قد مضى 75 عاما على تأسيس الجيش الشعبي الكوري. بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس
الجيش الشعبي الكوري الذي تطور وتعزز كجيش قوي عالمي، نعود بذاكرتنا إلى تاريخه المجيد.

تحطيم "أسطورة" الجبروت

في يوم 25 من يونيو/حزيران عام 1950، أشعلت الولايات المتحدة الأمريكية نيران الحرب
العدوانية في كوريا بهدف توفير موطئ قدم صالح لتحقيق إستراتيجيتها للسيطرة على العالم عبر
استيلائها على مناطق شبه الجزيرة الكورية كلها. وزجت في تلك الحرب بثلث قواتها البرية
وخمس قواتها الجوية ومعظم أسطول المحيط الهادئ وجزء من أسطول البحر المتوسط وجيوش
15 دولة دائرة في فلكها والجيش الكوري الجنوبي وفلول الجيش الياباني القديم بإساءة استخدام
الأمم المتحدة، ووجهت التهديد والتهويل إلى كوريا الشمالية بالقنبلة الذرية.
حينذاك كان جبروت القوات الأمريكية يعتبر كـ"أسطورة". بالعكس، كان الجيش الشعبي
الكوري جيشا طري العود لم تمض إلا سنتان على تأسيسه (8 شباط عام 1948). إلا أن الجيش
الشعبي الكوري صد غزو القوات الامبريالية المتحالفة بالخطط الإستراتيجية والتكتيكية الفريدة
التي طرحها الرئيس كيم إيل سونغ (1912-1994) وتفوقه الروحي والأخلاقي ودافع بشرف
عن استقلال البلاد وسيادتها.


فيما بعد، صارح كلارك الذي كان قائدا لـ"قوات الأمم المتحدة" آنذاك، في مقالته بأنه "يمكن
القول إن نجاحات الجيش الكوري الشمالي يعود فضلها إلى القيادة البارعة للقائد كيم إيل سونغ."
قد تم خلق المعجزات العسكرية في الحرب الكورية بما فيها انتقال الجيش الشعبي الكوري إلى
هجوم معاكس فوري تحت قيادة الرئيس كيم إيل سونغ لتحرير سيؤول، وكر العدو الرئيسي في
اليوم الثالث فقط من نشوب الحرب، وتطويق وإبادة فرقة المشاة الرابعة والعشرين من القوات
الأمريكية تماما في دايزون بالتحرك السريع، وإغراق الطراد الثقيل المعادي "بولتيمور" بأربعة
زوارق طوربيد، وإسقاط الطائرات النفاثة للعدو بالطائرات الداسرة. كما كانت حركة زمر
قناصي الطائرات وتشكيل الجبهة الثانية بوحدات الجيش النظامي والمعارك بالأنفاق وغيرها
طرقا قتالية أصيلة لم يجربها جنرالات القوات الأمريكية في السابق.

2

أطلق جنود الجيش الشعبي الكوري العنان للبطولة الجماهيرية وهم يسدون أوكار النيران
المعادية بصدورهم ويقاتلون العدو بالسلاح الأبيض عند افتقارهم إلى الرصاص حتى دافعوا عن
أراضي الوطن بدمهم.
رغم أن الولايات المتحدة الأمريكية عبأت القوات الضخمة البالغ قوامها أكثر من مليوني نسمة
والأسلحة والأعتدة الحربية الحديثة في الحرب الكورية التي دارت رحاها لمدة ثلاث سنوات، إلا
أنها استسلمت أمام الشعب الكوري بعد أن تعرضت للخسائر البشرية والمادية الفادحة التي تساوي
ما يقرب من 3ر2 ضعف بالمقارنة مع ما تعرضت له في الحرب الباسفيكية لمدة أربع سنوات في
فترة الحرب العالمية الثانية.

إحباط مؤامرات الاستفزاز العسكري في كل خطوة

بعد الحرب، أحرز الجيش الشعبي الكوري نصرا بعد نصر في حرب المواجهة مع
الامبرياليين الأمريكيين لمدة عشرات السنين.
أبرز مثال على ذلك هو حادثة أسر سفينة "بويبلو" التي وقعت في يوم الثالث والعشرين من
يناير/كانون الثاني عام 1968. في ذلك اليوم، كانت سفينة "بويبلو"، إحدى السفن التجسسية
الحديثة للولايات المتحدة الأمريكية تقوم بالأعمال التجسسية بعد أن توغلت إلى المياه الإقليمية
الكورية خلسة. فأسرت القوات البحرية من الجيش الشعبي الكوري سفينة التجسس تلك بعد كبح
مقاومة الأعداء.
بعد أسر السفينة الحربية من قبل بلد آخر لأول مرة في تاريخها، جلبت الولايات المتحدة
الأمريكية قواتها الضخمة مثل حاملة الطائرات النووية إلى شبه الجزيرة الكورية وفرضت على
كوريا الاشتراكية الإفراج عن سفينتها.
إلا أن كوريا الاشتراكية واجهت مؤامرات الإمبرياليين الأمريكيين لاستفزاز الحرب بموقفها
الحازم بأنها سترد على "انتقام" الأعداء بالانتقام وعلى حربهم الشاملة بالحرب الشاملة.
كان جميع ضباط الجيش الشعبي وجنوده على أهبة تامة لخوض المعركة المصيرية مع
الأعداء في مخافرهم القتالية وواجه أبناء الشعب بدورهم مخططات الحرب العدوانية للإمبرياليين
الأمريكيين حاملين السلاح بيد والمطرقة والمنجل باليد الأخرى. أمام إرادة كوريا الاشتراكية

3

الصلبة، اضطرت الحكومة الأمريكية إلى تسليم ورقة اعتذار لا تختلف عن ورقة الاستسلام
وقبول طواقم السفينة وحدهم.
حقق الجيش الشعبي الكوري نصرا بعد نصر في المواجهة مع الإمبرياليين الأمريكيين بما فيها
حادثة طائرة الاستطلاع الكبيرة للقوات الأمريكية "إي سي-121" في عام 1969 وحادثة
بانمونزوم في عام 1976 وحادثة حوامة الاستطلاع الأمريكية في عام 1994 وغيرها. وعلى
الأخص، أدى الجيش الشعبي الكوري دورا حاسما في فتح الطريق الواسع لبناء الدولة الاشتراكية
القوية ناهيك عن إحباط مؤامرات القوات الإمبريالية المتحالفة لاستفزاز الحرب والدفاع عن
الاشتراكية بأمانة تحت قيادة رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ ايل (1942-2011) في
النصف الثاني من تسعينات القرن الماضي حين كانت البلاد تعاني من المحن القاسية.

حامي السلام

تطور الجيش الشعبي الكوري اليوم إلى جيش قوي عالمي يستعد استعدادا كاملا من الناحية
السياسية والفكرية ويتسلح بالأسلحة الإستراتيجية والتكتيكية الرائدة. لوجود القدرة العسكرية
القوية للجيش الشعبي الكوري يتم الحفاظ على البيئة السلمية في شبه الجزيرة الكورية التي
تسودها حالة المجابهة العسكرية الأكثر حدة.
حينما دفعت الولايات المتحدة الأمريكية والقوى المعادية وضع شبه الجزيرة الكورية إلى
الأزمة في شهر أغسطس/آب عام 2015 وعام 2017، اتخذ الجيش الشعبي الكوري إجراءات
الرد الحاسمة لضمان السلام والأمن في المنطقة.
وعلى وجه الخصوص، شن الجيش الشعبي الكوري حملة الرد العسكري الحاسم مواجهة
لمناورات الحرب النووية من جانب الولايات المتحدة الأمريكية والقوى التابعة لها التي كانت
تسعى لتصعيد حدة التوتر لوضع شبه الجزيرة الكورية في عام 2022.
في العام الماضي، قامت الولايات المتحدة الأمريكية بالمناورات الحربية النووية كبيرة الحجم
أكثر من مرة بتعبئة الدول الدائرة في فلكها فيما هي ترفع عقيرتها بالصراخ حول "تعزيز تقديم
القوة الرادعة الموسعة". في كل مرة من ذلك، أظهر الجيش الشعبي الكوري قدرته العسكرية
القوية بجلاء عبر إطلاق نيران المدافع والصواريخ التكتيكية والصواريخ الإستراتيجية من شتى

4

أنواعها واتخاذ إجراءات الرد العسكرية كبيرة الحجم بتعبئة مئات الطائرات المقاتلة، بحيث حطم
المؤامرات الحربية للقوى المعادية.
فيما يوجه رئيس شؤون الدولة كيم جونغ وون شخصيا عملية الإطلاق التجريبي للصاروخ
البالستي الحديث العابر للقارات "هواسونغبو-17" في يوم الثامن عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر
عام 2022، أعلن بمهابة أنه إذا واصل الأعداء توجيه التهديد إلينا وهم يجلبون وسائل الضرب
النووي بصورة سافرة، سيرد حزبنا وحكومة جمهوريتنا بحزم على السلاح النووي بالسلاح
النووي، والمواجهة المباشرة بالمواجهة المباشرة. لوجود الجيش الشعبي الكوري المتزود بالقدرة
الجبارة لردع الحرب، يتم حماية السلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية والمنطقة بثبات.

إرسل لصديق