سفارة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية

الأخبار

حديث كيم يو جونغ، النائبة الأولى لرئيس القسم في اللجنة المركزية لحزب العمل الكوري

2020-07-10 14:30:51
كيم يو جونغ، النائبة الأولى لرئيس القسم في اللجنة المركزية لحزب العمل الكوري
كيم يو جونغ، النائبة الأولى لرئيس القسم في اللجنة المركزية لحزب العمل الكوري
مجلس التعاون

حديث كيم يو جونغ، النائبة الأولى لرئيس القسم في اللجنة المركزية لحزب العمل الكوري

(وكالة الانباء المركزية الكورية – بيونغ يانغ في10 يوليو 2020م)

في غضون عدة أيام أخيرة، أسمع من خلال الأنباء إشارات غريبة يرسلها الأمريكيون إلينا على التوالي.

قضيت وقت الفطور دون ملل وأنا ألمس باهتمام من خلال نشرة الأخبار التلفزيونية التغيرات النفسانية للأمريكيين الذين يومئون حتى إلى إمكانية إجراء محادثات القمة الكورية الأمريكية.

اعتقد انه ربما لن يقع ذلك الأمر مثل هذه المحادثات في هذا العام. طبعا، إنه رأي خاص لي.

لكن، من الصعب تخمين أمر يحدث في المستقبل.

وذلك لأنه لا يعرف أحد عما إذا كان يقع أي أمر مفاجئ حسب حكم الرئيسين وقرارهما.

لكن، من الواضح انه يجب فتح البخت عن حادثة على أساس حقيقة انه إذا كانت محادثات القمة الكورية الأمريكية أمرا لا غنى عنه مثلما قال فلان، فإن ذلك ضروري للطرف الأمريكي ولا فائدة ولا مصلحة لنا أبدا.

لنفترض أن محادثات القمة الكورية الأمريكية تعقد. عندئذ، ستشعر الولايات المتحدة بالطمأنينة من مجرد الحوار المستمر مع قيادتنا وسيكون في وسعها أن تكسب المهلة المكفولة والآمنة بإبراز علاقات الود بين الرئيسين من جديد، إلا أننا لن نحقق أي نجاح في التفاوض معها ولا نعلق أي أمل عليه.

أرى أن هذه المحادثات غير ضرورية وعديمة الجدوى لنا على الأقل في هذا العام وفي المستقبل أيضا، طالما انه لا يكون هناك تغير حاسم في موقف الولايات المتحدة، في حالة وجود التناقض شديد الحدة والفارق في الآراء غير القابلة للحل بين كوريا والولايات المتحدة.

والأكثر من ذلك، أظن انه لا يجوز لنا أن نقبل مقترح عقد محادثات القمة في هذا العام مهما كانت الولايات المتحدة ترغب في إجرائها، وذلك بعيدا عن إمكانيتها.

أريد أن أتحدث عن ثلاثة أسباب عن ذلك بإيجاز. أولا: إذا كانت تلك المحادثات ضرورية، فانه أمر لا غنى عنه للطرف الأمريكي ولا فائدة لنا، وثانيا: أن التجالس مع الأمريكيين الذين لا تكون لديهم أية جرأة على القيام بالتحديات الجديدة، لن يسفر إلا عن ضياع وقتنا، ومن المحتمل تشويه حتى العلاقات الخاصة بين الرئيسين، والتي كانت محتفظة بالكاد، وثالثا: لا يمكن إجراؤها أبدا، لان بولتون، قاذورة البشر تكهن عن ذلك.

في الواقع، لا تحتاج الولايات المتحدة فورا إلى محادثات القمة أو نتائجها بل إنها تستهدف إلى الحصول على المهلة الآمنة عن طريق تهدئة روعنا حتى لا تحدث عندها كارثة سياسية بإبراز علاقات الود بين الرئيسين في مسألة العلاقات معنا.

وإذا كانت تجري محادثات القمة الآن، فيكون من الواضح أنها تستخدم كمفخرة مملة لأحد.

ربما تخشى الولايات المتحدة من أن تتلقى هدية عيد الميلاد التي لم تأخذها بعد، عشية انتخابات الرئيس.

اعتقد أن ما تعاني الولايات المتحدة من أمر مزعج أم لا، يتوقف كليا على تصرفاتها.

إذا ألقت كلمات سيئة النية دون تمييز الوقت، وانهمكت في الأعمال عديمة الجدوى مثل الضغط الاقتصادي أو التهديد العسكري علينا، فلا يمكن توقع ما الذي سيحدث فيما بعد.

رغم أنني لا أملك أي معلومات عن وجود هذه الحوادث أو عدم وجودها، أرى أن قيادتنا لن تتغاضى على هذا النحو عن شتى أنواع الأقوال والتصرفات الخطيرة للضغط، الموجهة إلينا من جانب الولايات المتحدة.

لكن، فيما أرى انه لا يحدث أمر تخاف منه الولايات المتحدة خوفا شديدا كما هو الآن، يخطر في بالي أن علاقات الود الخاصة بين رئيسنا والرئيس الأمريكي تؤدي دورا كبيرا.

إذا أقدمت الولايات المتحدة المصابة بالهم والقلق بطيش على التصرفات الخطيرة التي تثير ردود فعلنا الكبيرة، فلا يختلف ذلك عن المساس بالنمر النائم، ومن البديهي أن النتيجة ستكون غير مرغوب فيها.

علينا أن نستشف ببصيرة ثاقبة الهدف الرئيسي للولايات المتحدة التي تطالب مؤخرا بإجراء التفاوض العملي أو محادثات القمة بين كوريا والولايات المتحدة.

تنوي الولايات المتحدة كسب الوقت الآمن وهي تفتح باب الحوار وتهدئ روعنا.

باعتقادي أن الولايات المتحدة قد تريد في قرارة نفسها أن ترجع على الأقل، إلى شروط التفاوض التي قد طرحتها في هانوي.

إذا عدنا بذاكرتنا الآن إلى ما جرى في ذلك الحين، كانت الولايات المتحدة تملك إمكانية شلل محورنا النووي أولا وقبل غيره وتشويش خطتنا النووية المنظورية على قدر الإمكان وهي تتظاهر بإلغاء العقوبات الجزئية في هانوي في أوائل عام 2019.

يمكن القول إن ذلك الحين كان فترة حيث قمنا بالمغامرات الكبيرة بغية تحسين معيشة شعبنا في أسرع وقت ممكن بعد قطع سلسلة العقوبات مجازفين بالخطر رغم أن شروط المعاملة كانت غير متوازنة.

ولكن عندما عقدت محادثات القمة الكورية الأمريكية في بانمونزوم في اليوم الثلاثين من يونيو/حزيران عام 2019، أوضح رئيسنا بجلاء للرئيس الأمريكي الذي يطلب اتخاذ الإجراءات الإضافية الخاصة بنزع الأسلحة النووية كشرط مسبق وهو يعظ الآفاق المشرقة لاقتصاد شمالي كوريا والمساعدة الاقتصادية، قائلا إننا لن نستبدل نظامنا وأمن شعبنا ومستقبلنا برفع العقوبات الذي لا كفالة له على الإطلاق بغية تحقيق حلم التغير الفاخر وازدهار الاقتصاد السريع، وتحولت الآلام التي فرضتها الولايات المتحدة علينا إلى حقد عليها، وسنعيش على نمطنا وبقوتنا متغلبين بذلك الحقد على العقوبات والحصار العنيد بزعامة الولايات المتحدة.

بعد ذلك، حذفنا مسألة رفع العقوبات تماما من موضوعات التفاوض مع الولايات المتحدة.

أظن أنه من المحتوم تحويل الموضوع الرئيسي للتفاوض الكوري الأمريكي من "رفع العقوبات مقابل إجراءات نزع الأسلحة النووية" إلى "استئناف التفاوض الكوري الأمريكي مقابل إلغاء السياسة العدائية".

لا ينقطع حبل حياتنا من جراء العقوبات، إذن، لماذا نسير وراء الولايات المتحدة؟

رجاء من الولايات المتحدة ألا تملك حلما سخيفا في إعادة المساومة للإلغاء الأبدي للمنشآت النووية كبيرة الحجم مثل منطقة نيونغبيون، العصب المركزي لتنميتنا النووية بدلا من رفع بعض العقوبات، والتي كانت موضوعة على مائدة المحادثات في هانوي.

إن مشاعر رئيسنا الشخصية إزاء الرئيس الأمريكي الحالي ترامب ثابتة ورائعة بلا شك ولكن، لا يجوز لحكومتنا أن تنسق تكتيكاتنا إزاء الولايات المتحدة وخطتنا النووية حسب العلاقات مع الرئيس الأمريكي الحالي.

من المطلوب أن نعامل الرئيس ترامب والسلطات الأمريكية اللاحقة، وأبعد من ذلك نعامل الولايات المتحدة بأسرها.

من خلال الكلمات التي ألقاها كبار حكام الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة، يمكننا أن ندرك ما الذي ينبغي أن نقوم به فيما بعد بغض النظر عن العلاقات مع الرئيس الأمريكي.

قد عبرت وزارة الخارجية الأمريكية عن إرادتها لإجراء الحوار، ولاسيما أومأ الرئيس الأمريكي إلى إمكانية عقد محادثات القمة الكورية الأمريكية وهو يتحدث مرارا عن علاقاته الحسنة مع قيادتنا، ولكن، في نفس الوقت لم يتردد وزير الدفاع الأمريكي في إلقاء الكلمات العدائية "الدولة المشاغبة" على دولتنا وهو يتشدق بـ"CVID" المزعوم مرة أخرى.

لا أريد أن أقدر ما إذا كان من المكيدة العمدية أن تتردد الأنغام المتناقضة بين الرئيس ومرؤوسيه دون شعور بالملل، أو ما إذا كان أمرا ناجما عن قدرة الرئيس غير الثابتة على السيطرة على السلطة.

على كل حال، ترفضنا الولايات المتحدة وتعبر عن العداء علينا رغم أن العلاقات بين القمة الكورية الأمريكية حسنة.

علينا أن نشحذ يقظتنا لكي لا نرتكب أبدا العيوب التي لا يجوز ارتكابها ونحن نأخذ العلاقات مع الرئيس ترامب وحدها في عين الاعتبار.

في الآونة الأخيرة، تؤثر الولايات المتحدة على أعصابنا باستمرار وهي تقوم بإطالة الأوامر الإدارية للرئيس بشأن فرض العقوبات على كوريا لمدة سنة واحدة، وتفتري على "حالة حقوق الإنسان" لنا متشدقة بأنه من اللازم "حل" "ملف حقوق الإنسان" أولا وقبل تحسين العلاقات الكورية الأمريكية، وتحدد من جديد بلادنا كـ"أكبر دولة للاتجار بالبشر"، "دولة داعمة للإرهاب". هذا ما يدل بجلاء على أن سياساتها العدائية إزاء كوريا لن تلغي على الإطلاق.

أرى أنه حتى إذا كانت الولايات المتحدة التي أصبحت فيها مشاعر الرفض المزمن إزاءنا ك"مرض مستوطن" بالنسبة لها، تنجح في اجتياز "الأزمة" الحالية لانتخابات الرئاسة، علينا أن نتوقع كثيرا من تصرفاتها العتيدة المعادية لنا، وعلينا أن نبذل الآن قصارى جهدنا لرفع قدراتنا للرد على سياستها العدائية إزاء كوريا والتي ستستمر في المستقبل أيضا، قبل أن نولي اهتمامنا لعلاقات الود مع حاكمها الحالي.

من الضروري أن نعالج ونردع التهديد المتمادي للولايات المتحدة، ومن خلال ذلك نضع خطة منظورية للدفاع عن مصالح دولتنا وسيادتها في آن مع مواصلة توطيد قدراتنا الفعلية وتطويرها.

إن المحاولات الراهنة لاستئناف التفاوض بين كوريا والولايات المتحدة لنزع الأسلحة النووية هي مسألة تتوسل إليها الولايات المتحدة على نحو مستعجل، وليس بمسألة عاجلة نريد حلها.

أظن أنه لا حاجة لنا إلى التجالس فورا مع الولايات المتحدة التي لا تشغل بالها سوى بكيفية الحصول على مزيد من الأرباح على مائدة المحادثات، ومن اللازم اتخاذ القرار بعد رؤية تغييرات هامة في موقفها.

يكون من السهل والصالح للولايات المتحدة أن تشغل بالها كيلا يكون سلاحنا النووي تهديدا لها قبل أن تفكر في انتزاعه منا.

ليست لدينا أية إرادة لتوجيه التهديد إلى الولايات المتحدة، وبخصوص ذلك قد عبر رئيسنا للرئيس ترامب عن موقفه الواضح.

إذا لم تمس بنا الولايات المتحدة ولم تتحرش علينا ستجري كل الأمور علي ما يرام.

نوضح بجلاء أنه لا يمكننا نزع الأسلحة النووية في الوقت الحالي، ولا نصر إطلاقا على عدم نزع الأسلحة النووية، ونذكر مجددا أنه لا يمكن نزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية إلا عند اتخاذ الإجراءات الهامة التي لا مرد لها، أي التغييرات الكثيرة للطرف الآخر في آن واحد بالتزامن مع أفعالنا.

ونوضح بجلاء أن التغييرات الكثيرة للطرف الآخر لا تعني إلغاء العقوبات.

في الأصل، كنت لا أرغب في كتابة مثل هذه المقالة نحو الأمريكيين حتى ولو أكتبها إزاء جنوبي كوريا.

مع اختتام كلماتي، أود أن أتحدث عن انطباعاتي حول فعاليات الاحتفال بعيد استقلال الولايات المتحدة التي شاهدتها بواسطة نشرة الأخبار التلفزيونية قبل عدة أيام.

قد تلقيت من رئيسنا أذنا باستلام قرص DVD الذي سجل تلك الفعاليات الاحتفالية، حتما على المستوى الشخصي، إذا ما سنحت لي فرصة في المستقبل.

طلب رئيس لجنة شؤون الدولة لجمهوريتنا مني أن أنقل إلى الرئيس ترامب تحيته الراغبة في أن يحقق النجاح والتوفيق حتما في أعماله.

يوم 10 من تموز/ يوليو عام 109 زوتشيه(2020م)

بيونغ يانغ

إرسل لصديق