سفارة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية

الأخبار

بصيرة القائد الأعلى كيم جونغ وون

2020-03-07 17:47:51
المارشال  كيم جونغ وون
المارشال كيم جونغ وون
مجلس التعاون

تتميز قيادة كيم جونغ وون القائد الأعلى لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ببصيرة ثاقبة في تطوير شئون الدولة، ومن أبلغ الأمثلة على ذلك سياسة "الاعتماد على القوى الذاتية" والتي تعتمد على تحليل وحكم علمي على العالم الراهن وواقع هذا البلد.

نرى العالم حاليا يسوده جور الإمبريالية واستبدادها، وهو ما يشير بوضوح إلى أن أي بلد لا يمكنه السير على طريق تطوره المستقل المستقر والجدير بالثقة، من خلال الارتهان على الخارج عبر إدخال الرأسمال الأجنبي، الذي يتسبب في العبودية والتقلبات الاقتصادية.

وعلى الأخص، تبلغ العقوبات وأعمال الحصار الساعية لعزل كوريا الاشتراكية وتدميرها بزعامة الولايات المتحدة ذروتها، والحالة هذه، فإن اختيار النهج الصائب لتطوير شؤون الدولة يطرح نفسه كقضية في منتهى الجدية.

ومن الواضح أن العقوبات التي تفرضها القوى المعادية على هذا البلد ستزداد شراسة وقسوة، ما دام لا يثني عن نهجه المستقل. في ظل هذه الظروف، رأى القائد الأعلى كيم جونغ وون أن الاعتماد على القوى الذاتية هو بالتحديد راية لا بد لكوريا الاشتراكية أن ترفعها.

إن ما ينادي به من نهج الاعتماد على القوى الذاتية ليس إجراءا مؤقتا على الإطلاق لمعالجة الأزمة ردا على العقوبات والحصار.

في أبريل عام 2012، ألقى أول كلمة مفتوحة استعرض فيها تاريخ هذا البلد الممتد إلى مائة عام، تاريخ النكبات المتقلبة حين تحول من الدولة الضعيفة والصغيرة والمستعمرة إلى أخرى قوية عالمية، وأكد أن الاستراتيجية البعيدة المدى للثورة الكورية وانتصارها النهائي يكمنان بالضبط في سيرها المستقيم على طريق الاستقلالية، طريق سونكون (إعطاء الأولوية للشؤون العسكرية)، طريق الاشتراكية. تدل على صحة الاعتماد على النفس كل المسارات التي قطعها هذا البلد لمدة ثماني سنوات تحت قيادته، والإبداعات التي ظهرت إلى حيز الوجود في هذا السياق.

كما أن روح الاعتماد على القوى الذاتية، الذي يدعو إليه القائد الأعلى كيم جونغ وون تتخذ فلسفة زوتشيه نواة لها، تلك الفلسفة القائلة بأن سيد مصير الإنسان هو نفسه ولديه أيضا قوة صنع مصيره.

من هنا، يوجه أقصى جهوده إلى تعزيز القدرات العسكرية، واثقا بأنه لا يمكن إحلال السلام في العالم وفي شبه الجزيرة الكورية إلا بترسيخ قدرات الدفاع الوطني الذاتي.

وبعد أن تنبأ بأن صون سيادة البلاد وأمنها يكمن في تقوية قدرات الدفاع الوطني الذاتي بحيث لا يجرؤ أحد على المساس بها، في ظروف عدم انتهاء حالة المواجهة المستدامة مع القوى المعادية بزعامة الولايات المتحدة والتي تهددها عسكريا، حرص على أن تمتلك البلاد قدرة الردع القوية للحرب مما حدا بها إلى تركيز كل جهودها على بناء الاقتصاد دون أي تزحزح مهما يكن تغير الوضع.

كلما تضاعفت المحن والمصاعب الاستثنائية، كلما فتح منفذا لإحراز النصر بأساليبه وإجراءاته الصحيحة، يملأه التفاؤل بالنصر النهائي.

لهذا الغرض، يقود معارك المواجهة المباشرة مع العقوبات من جانب القوى المعادية، ويعمل على تفجير القوة الهائلة الناتجة عن الحملة الصارمة للاعتماد على النفس بحذافيرها، وذلك من خلال تحقيق استقلالية الاقتصاد الوطني وتحديثه ومعلوماتيته وعلميته، وإعادة تدوير الموارد في قطاع الصناعات الخفيفة، وتنشيط الفروع الاقتصادية استنادا إلى المواد الخام والوقود واللوازم المحلية، وإطلاق حركة زيادة الإنتاج والتوفير إلى أقصى حد وحركة الإبداع.

في أواخر العام الماضي، شهد هذا البلد تدشين مدينة سامزيون العصرية، ومنتجع يانغدوك الثقافي للمياه المعدنية الساخنة، ومزرعة الصوب للخضار ومشتل الأشجار في زونغبيونغ، وسد بالهيانغ بمحطة أورانغتشون الكهربائية وغيرها، وكل هذه ما هي إلا نتاج عن الاعتماد على النفس، وتعد بمثابة ثمار القوة الذاتية، التي لا يمكن وصفها سوى بالعجائب.

لم يفكر أحد قط في أن كوريا الاشتراكية ستنفذ هذه المشاريع الضخمة للبناء الكبير بعد إطلاقها من جوانب متعددة في آن واحد، حتى في أسوأ الظروف الصعبة.

ومع ذلك، بما أن القائد الأعلى كيم جونغ وون كان مقتنعا بقدرة الوحدة المتلاحمة بقلب واحد وقوة أبناء الشعب، حث على دفع عمليات هذه المشاريع قدما إلى الأمام من نواح عديدة وفي وقت واحد، حتى نقل المثل العليا الاشتراكية إلى حيز الواقع.

ومهما كانت المصاعب تعترض سبيله، يستشرف، عادة، النصر النهائي، واضعا بذلك تصاميم المستقبل.

ولأنه يستشف مكانة كوريا الاشتراكية ودورها بوصفها عقدة استراتيجية كمدخل آسيا ورأس جسرها، يفتح الطريق الواسع لتحقيق ازدهار الأمة.

كما أنه يخطط أروع مستقبل لهذا البلد حتى وسط العقوبات المفروضة عليه، مثل بناء منطقة كالما السياحية الساحلية في وانسان، وتنمية جبل كومكانغ المشهور في العالم.

وفي الدورة الكاملة الخامسة للجنة المركزية السابعة لحزب العمل الكوري المنعقدة في أواخر العام الماضي، تم طرح النهج القاضي باقتحام كل الصعاب التي تعترض طريق تقدم البناء الاشتراكي، من الواجهة بقوة الاعتماد على النفس، وهو ما يبرهن مجددا على مدى حكمة وبعد نظر قيادة رئيس لجنة شؤون الدولة كيم جونغ وون بصفته قائدا عزيز الجانب من شأنه أن يتغلب على أي نوع من الشدائد بدأب ومثابرة. وبعد أن حدد قطاع الزراعة كخط أمامي في معارك الاختراق الأمامي للعقوبات، زار أول ما زار هذا العام مصنع سونتشون للسماد الفوسفاتي الجاري بناؤه من أوله إلى آخره بالقوة الذاتية، لتوجيه أعماله على الطبيعة، من أجل النجاح في هذا القطاع. آنذاك، كانت ترتسم على وجهه ابتسامة عريضة وهي تزيد من الثقة بمستقبل هذا البلد المشرق.

إرسل لصديق