سفارة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية

الأخبار

حول بناء الاشتراكية والسياسات الداخلية والخارجية لحكومة الجمهورية في المرحلة الراهنة

2019-04-24 14:03:14
كيم جونغ وون
كيم جونغ وون
مجلس التعاون

كيم جونغ وون

حول بناء الاشتراكية والسياسات الداخلية والخارجية كيم جونغ وون
لحكومة الجمهورية في المرحلة الراهنة

خطاب سياسي ألقى في الدورة الأولى لمجلس الشعب الأعلى الرابع عشر
لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية

12 نيسان 108 زوتشيه (2019)

أيها الرفاق النواب الأعزاء،

عقدت الدورة الأولى لمجلس الشعب الأعلى الرابع عشر لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في وقت أثبتت فيه بقوة كرامة جمهوريتنا التي تسير قدما على طريق الاستقلالية، وقدراتها الوطنية، ودخل بناء الاشتراكية في عهد حيوي جدا.

بإجراء انتخابات نواب مجلس الشعب الأعلى الرابع عشر بنجاح وسط الحماسة السياسية العالية لجميع أبناء الشعب وبمشاركتهم المنشطة، وبتشكيل الحكومة الجديدة للجمهورية، ستزداد سلطة دولتنا قوة على قوة، وسيتسارع التقدم الثوري لأبناء شعبنا الذين يسيرون بثقة إلى الأمام نحو مرحلة أعلى للاشتراكية، متحدين بقلب واحد وإرادة واحدة حول الحزب وحكومة الجمهورية.

إنني أعبر عن شكري القلبي لجميع الرفاق النواب على إبداء ثقتهم الكبيرة بي، نيابة عن إرادة جميع أبناء الشعب، على أن أقود مجمل شؤون الدولة مجددا، بوصفي رئيسا للجنة شؤون الدولة في وطننا المجيد، جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وأقسم اليمين الجليل على أن أعمل جاهدا بنكران الذات من اجل تطور جمهوريتنا وازدهارها ولأجل سعادة شعبنا.

أيها الرفاق،

إكمال قضية الاشتراكية تحت الراية الخفاقة لتحويل المجتمع كله على هدى الكيمئيلسونغية الكيمجونغئيلية واجب تاريخي هام ألقى على عاتق حكومة الجمهورية.

تحويل المجتمع كله على هدى الكيمئيلسونغية الكيمجونغئيلية هو البرنامج الأعلى لحزبنا وحكومة جمهوريتنا، والاتجاه العام والهدف العام لبناء الدولة الاشتراكية.

فقط عند تجسيد الكيمئيلسونغية الكيمجونغئيلية تجسيدا تاما في بناء الدولة وأوجه نشاطها، يمكن توطيد جمهوريتنا وتطويرها إلى الأبد إلى دولة الزعيمين العظيمين كيم إيل سونغ وكيم جونغ إيل، وتحقيق مطالب شعبنا للاستقلالية ومثله العليا بصورة رائعة، حسب غاياتهما وأمانيهما.

حتما إن جمهوريتنا ستتكلل بالنصر الحاسم في إنجاز قضية الاشتراكية، بخوض النضال الرامي إلى تحويل المجتمع كله على هدى الكيمئيلسونغية الكيمجونغئيلية بمزيد من القوة.

1

أيها الرفاق،

مهمة النضال الأساسية التي تواجهنا في تحويل المجتمع كله على هدى الكيمئيلسونغية الكيمجونغئيلية هي إكمال قضية بناء دولة اشتراكية قوية.

بناء الدولة الاشتراكية القوية مرحلة من المراحل التاريخية في النضال الهادف إلى تحقيق الانتصار التام للاشتراكية، ولا يمكن إكماله على أروع صورة إلا عند التجسيد التام للفكر الكيمئيلسونغي الكيمجونغئيلي لبناء الدولة.

في هذا الفكر، يتجمع فكر الزعيمين العظيمين كيم إيل سونغ وكيم جونغ إيل ومآثرهما في بناء الدولة، حين كانا يمضيان في توطيد جمهوريتنا وتطويرها إلى دولة اشتراكية أكثر كرامة واقتدارا في التاريخ، ويتضح بوضوح اتجاه وطرق إكمال قضية الاشتراكية باتخاذ سلطة الدولة كسلاح سياسي.

يتوجب على حكومة جمهوريتنا أن تضع المكانة الإستراتيجية للبلاد وقدراتها الوطنية على العلو الجديد، وتأتي بالتحول الجذري في انجاز قضية اشتراكيتنا الذاتية، متمسكة بالفكر الكيمئيلسونغي الكيمجونغئيلي العظيم لبناء الدولة كمرشد هاد ثابت.

وفي بناء الدولة وأوجه نشاطها، ينبغي تطبيق الخط الثوري للاستقلالية تماما.

إن الاستقلالية فلسفة سياسية لجمهوريتنا، وتشكل نواة في الفكر الكيمئيلسونغي الكيمجونغئيلي لبناء الدولة. لا تستطيع الدولة الاشتراكية أن تدافع عن كرامة البلاد ومصير الشعب، ولا أن تبني الاشتراكية وتكملها بقوتها الذاتية، بما يتلاءم مع واقعها الخاص، إلا عندما تتبنى ثباتها الاستقلالي في أوجه نشاطها، وتتمسك تمسكا ثابتا بموقفها المستقل. مضت جمهوريتنا في بنائها وتطويرها إلى دولة اشتراكية تأخذ بأسباب السيادة والاستقلال الاقتصادي والدفاع الذاتي، تحت القيادة الحكيمة للزعيمين العظيمين اللذين كانا يعتبران الاستقلالية كروح حياة الثورة الكورية، وحجر الأساس الرئيسي لبناء الدولة، وينبذان بحزم التبعية للدول الكبيرة والجمود العقائدي وجور وضغوط القوى الخارجية، ويدفعان عجلة الثورة والبناء قدما بطريقتنا نحن، واليوم أيضا، تظهر كرامتها وجبروتها عاليا أمام العالم، بكونها دولة مستقلة قوية. في السنوات الأخيرة، حققت جمهوريتنا القضية العظيمة التاريخية لبناء القطاعين بالتوازي وسط مواجهتها المصيرية مع الإمبريالية، وتقود تيار الوضع المتجه نحو السلام، مما يوطد المكانة الإستراتيجية لجمهوريتنا ويزيد من قدرتها التأثيرية يوما بعد يوم. في عالم اليوم الذي أصبحت فيه تصرفات الامبرياليين الذين يتلاعبون بسيادة البلدان الأخرى كما يحلو لهم أكثر فظاظة وسفورا من أي وقت مضى، ويفرض على عدد غير قليل من البلدان المصير البائس، لافتقاره إلى قوة الدفاع عن نفسه، من الصعب أن نجد بلدا مثل جمهوريتنا، يتميز بشدة الثبات الاستقلالي، ويضمن أمن دولته وسعادة شعبه بقوته الذاتية.

التمسك بالخط الثوري للاستقلالية في بناء الدولة وأوجه نشاطها موقف دائم وثابت لجمهوريتنا.

تقع بلادنا بين الدول الكبيرة جغرافيا، ومازالت أراضيها مشطورة، وتبني الاشتراكية وسط ازدياد ممارسات القوى المعادية لردع جمهوريتنا وإضعافها وتدميرها. ويتفاقم الخلاف والمواجهة بين الدول الكبرى للتنازع على الهيمنة على نطاق المناطق والعالم أيضا بدرجة أعلى.

إذا أرادت جمهوريتنا أن تدافع عن سيادتها وكرامتها، وتحقق ازدهارها الحقيقي في ظل الظروف المتميزة لثورتنا والوضع العالمي المعقد الحالي، فمن واجبها أن توطد قوتها الذاتية واقفة الموقف الاستقلالي الثابت، وتتطور على النهج الاستقلالي. حتى في الفترة الماضية التي كان فيها المعسكر الاشتراكي العالمي قائما، وتتشكل علاقات التعاون بين البلدان، كبيرة كانت أم صغيرة، ظلت جمهوريتنا تتمسك بالذاتية والاستقلالية في الثورة والبناء، وتتقدم بالبناء الاشتراكي بالاعتماد على النفس. يشكل التمسك بالخط الثوري للاستقلالية وبناء الاشتراكية بالقوة الذاتية مبدأ أساسيا لبناء الدولة، يجب على جمهوريتنا أن تلتزم به دون تغيير.

وفي المستقبل أيضا، لن تبدي جمهوريتنا أي تنازل أو تهادن ولو ذرة منه في المسائل المتعلقة بالمصالح الأساسية لدولتنا وشعبنا، مهما تهب إليها الرياح الشرقية أم الرياح الغربية، ومهما يعترض سبيلها أي تحد أو شقاء، وتحل كل الأشياء على أساس مبدأ القوة الذاتية والتعزيز الذاتي، وتسرع ببناء الدولة الاشتراكية القوية بطريقتنا نحن وبقوتنا الذاتية.

والشيء الهام في تجسيد الخط الثوري للاستقلالية في بناء الدولة وفي أوجه نشاطها هو توطيد القوى الذاتية للثورة وتطوير كل ميادين الحياة الاجتماعية بطريقتنا نحن. يتعين علينا أن نسلح أبناء شعبنا تسليحا متينا بفكرة زوتشيه العظيمة، وبروح استقلالية الأمة، ونجمع شملهم بقوة حول حزبنا وحكومة جمهوريتنا، وبذلك، نوطد الموقع السياسي والفكري للبلاد كصلابة صخر وحديد. ستعمل حكومة جمهوريتنا على تطوير كل ميادين الاقتصاد والدفاع الوطني والثقافة بطريقتنا نحن، واقفة الموقف الاستقلالي الثابت، ولن تسمح أبدا بغرار وأسلوب الآخرين.

مستقبل جمهوريتنا نير وواعد، إذ إن الحزب وجماهير الشعب فيها أصبحا متحدين ومتلاحمين، ليشكلا ذاتا فاعلة مقتدرة للثورة، وتمضي باطراد في توطدها وتطورها على الأسس المتينة للسيادة والاستقلال الاقتصادي والدفاع الذاتي.

ولا بد من التجسيد التام لأولوية جماهير الشعب في نشاطات الدولة ومجمل الحياة الاجتماعية.

أولوية جماهير الشعب فكرة سياسية تدعو إلى رؤية جماهير الشعب كسيد الثورة والبناء، والاعتماد عليها، وخدمة الشعب بنكران الذات. في أولوية جماهير الشعب، تتجسد الفلسفة الثورية المستقلة التي تعتبر الشعب كأثمن وأقوى كائن في الدنيا، وينعكس عليها الموقف الثابت لحزبنا وحكومة جمهوريتنا اللذين يحبان الشعب حبا لا حدود له، ويسعيان لتحقيق مطالبه ومصالحه حتى النهاية.

الشعب هو جذر الدولة الاشتراكية وقاعدتها والمضطلع بتطويرها. فقط عندما تتجه كل نشاطات أجهزة الحزب والسلطة وتخضع تماما لصون وتحقيق مطالب الشعب ومصالحها وخدمة الشعب بإخلاص، يمكن للثورة والبناء أن يتسارعا بنجاح، وتتجلى القدرة الحياتية للاشتراكية وتفوقها إلى أبعد الحدود.

إن التمسك بالنظرة والموقف الخاص بإيلاء الأهمية للشعب في نشاطات الدولة يطرح نفسه كمسألة هامة، لاحتمال وقوع ظواهر التطاول على مصالح الشعب مثل التلويح بالسلطة والبيروقراطية بين الكوادر في سياق البناء الاشتراكي. تصرفات الامتياز المتمثلة في التربع على رؤوس الشعب وسوء استخدام الصلاحيات التي خوّلها الشعب قد تعرّض وجود النظام الاشتراكي نفسه للخطر، بتشويه صورة الاشتراكية وطابعها الشعبي، وإضعاف تأييد الشعب وثقته بالحزب والدولة.

بغية مواصلة وثبات دعم الأفكار والغايات السامية الداعية إلى اعتبار الشعب كالسماء، التي كان يحملها الزعيمان العظيمان كيم إيل سونغ وكيم جونغ إيل على مدى حياتهما واثقين بالشعب كالسماء ومكرسين كل شيء من أجله، حدد حزبنا جوهر الكيمئيلسونغية الكيمجونغئيلية، الفكر الهادي لثورتنا في صيغة أولوية جماهير الشعب، وطرح تجسيد نظرتنا المستقلة إلى الشعب وفلسفتنا الشعبية الذاتية في نشاطات الحزب والدولة كأهم شؤونهما.

في شعار "كل شيء من اجل الشعب، وكل شيء بالاعتماد على جماهير الشعب!"، يتبدى بوضوح موقف حزبنا وحكومة جمهوريتنا من أولوية جماهير الشعب. ففي مجمل أوجه حياة الدولة والمجتمع، أعطينا الأولوية القصوى لما هو شعبي وجماهيري، وجعلناه شيئا مطلقا، وكرسنا كل الأشياء دون تقتير لزيادة رفاهية الشعب. إذا قامت دولتنا بالمشاريع الجبارة للبناء الكبير على نطاق واسع في السنوات الأخيرة، فذلك ليس أبدا لأن الأموال تفيض عن الحاجة في بلادنا، بل إنها تهدف إلى توفير حياة أكثر سعادة وتمدنا لأبناء شعبنا الأفضل في الدنيا.

بعد أن اعتبر حزبنا وحكومة جمهوريتنا النضال ضد التلويح بالسلطة والبيروقراطية والفساد والفضائح التي تتطاول على مصالح الشعب كمسألة مصيرية تتعلق ببقاء الدولة أو دمارها، أعلنا حربا حازمة عليها، وحرصا على خوض النضال المشدد ضدها.

في خضم النضال الرامي إلى تجسيد أولوية جماهير الشعب في مجمل نشاطات الحزب والدولة وأوجه الحياة الاجتماعية، تشكل الحزب والدولة والشعب ككائن مصيري مشترك واحد، واستطاعت جمهوريتنا أن تتقدم بخطى حثيثة على مدار تطورها دون أدنى تردد حتى في أقسى المحن والمصاعب غير المسبوقة.

كلما يتعمق البناء الاشتراكي، يتوجب علينا أن نضاعف القوة الدافعة لتقدم ثورتنا بتوجيه أكبر جهود إلى عمل تجسيد أولوية جماهير الشعب، ونمضي باطراد في إطلاق عنان التفوق الفريد لاشتراكيتنا التي لا يمكن للآخرين أن يقلدوها.

الصورة الحقيقية لدولتنا التي تجسدت فيها أولوية جماهير الشعب تكمن تحديدا في قيام الحزب والدولة بخدمة الشعب بنكران الذات، ودعم الشعب للحزب والدولة من صميم قلبه مسندا إليهما مصيره ومستقبله كليا.

سوف تناضل حكومة جمهوريتنا بقوة للتعجيل بالمستقبل المشرق للاشتراكية التي يتطلع إليها الشعب، بالاعتماد على قوته، متمسكة تمسكا ثابتا ودون تغيير بأولوية جماهير الشعب كأول عمل أساسي من أعمالها.

ولا بد من ضمان قيادة الحزب لمجمل شؤون الدولة من كل النواحي.

قيادة الحزب هي مطلب جوهري لبناء الدولة الاشتراكية، وشريان حياة نشاط الدولة. لا يمكن للدولة الاشتراكية أن تؤدي رسالتها كخادم للشعب، ولا تصيب في التوجيه الموحد لكافة قطاعات الحياة الاجتماعية والمناطق وفي خوض نضال البناء الاشتراكي بمجمله، إلا بقيادة الحزب وهو المجسد لمطالب جماهير الشعب ومصالحها. إن السلطة الاشتراكية التي لا تتمتع بقيادة الحزب الثوري، تفقد طبيعتها الأصلية، وتتحول إلى ألعوبة في أيدي الرجعيين والمتآمرين، وفي نهاية المطاف، لا يتخلص أبناء الشعب من مصير الأيتام السياسيين البائس.

إن حزبنا هو هيئة أركان الثورة المجربة والمحنكة التي اكتسبت التجارب الغنية، وامتلكت البراعة والكفاءات القيادية العالية في سياق قيادة المراحل العديدة من الثورة الاجتماعية والبناء الاشتراكي. قيادة حزبنا الذي يأتي بالانتصارات المدهشة المتتالية التي تلفت أنظار العالم بقيادة معارك الإبداع الجبارة لبناء الدولة الاشتراكية القوية في خضم المواجهة الحادة مع القوى المعادية، تبث في قلوب أبناء شعبنا مفاخر غير محدودة وثقة أكيدة بالنصر.

على قيادة الحزب لنشاطات الدولة أن تتماسك مع التوجيه السياسي والتوجيه بالسياسات. إذ إن الحزب هو قوة هادية تعطي دليلا لتقدم السلطة الاشتراكية، وتقودها على ممارسة كل نشاطات الدولة بصواب، وان الدولة هي المنفذ والمطبق لخطط الحزب وسياساته. انطلاقا من هذه العلاقات المتبادلة بين الحزب والسلطة، يولي حزبنا اهتمامه العميق، في تحقيق قيادته لنشاطات الدولة، لجعل كل منظمات الحزب تطلع اطلاعا موحدا على أعمال قطاعاتها ووحداتها وتوجهها توجيها سياسيا وعلى صعيد السياسات. إذا انساق الحزب، الجهاز القيادي السياسي إلى العمل الإداري، وتشبث بالطريقة الروتينية، فقد يشل وظائف الأجهزة الإدارية، ويشوه سمعة الحزب، ناهيك عن فقدان رسالته الأصلية، وفي نهاية المطاف، يلحق الدمار بالثورة والبناء.

تحقق سلطة جمهوريتنا حاليا توجيهها الموحد الوافي للدولة والمجتمع بالاعتماد على الفكر الهادي الثوري لحزب العمل الكوري وإستراتيجيته وتكتيكاته العلمية. وفي المستقبل أيضا، يتعين على حكومة جمهوريتنا أن تخلص لأفكار الحزب وقيادته، حتى تؤدي رسالتها كممثل عن الحقوق المستقلة لجماهير الشعب، ومنظم قدراتها ونشاطاتها الإبداعية، ورب بيت مسؤول عن معيشة الشعب، وحامي مصالح الشعب.

فقط عند التمسك الثابت بالفكر والمبادئ الخاصة ببناء الدولة الاشتراكية، التي أنارتها الكيمئيلسونغية الكيمجونغئيلية، ستبنى جمهوريتنا على أفضل وجه كدولة قوية ذات سيادة لا يمكن لأحد النيل منها، ودولة شعب تتحقق فيها المثل العليا للشعب من كل النواحي، وبلد عظيم يتقدم على العالم مطلقا قدراتها الكامنة غير المحدودة للتطور دون تحفظ، وسيتعجل يوم انتصار قضية الاشتراكية أكثر فأكثر.

2

أيها الرفاق،

إن المهمة المحورية التي تواجه جمهوريتنا في نضال المرحلة الراهنة من بناء الدولة الاشتراكية القوية هي تمتين الأسس المادية للاشتراكية، عن طريق تركيز كل جهود البلاد على بناء الاقتصاد.

الاستقلال الاقتصادي ضمان مادي وشرط مقدم لبناء الدولة المستقلة. من دون القدرات الاقتصادية المستقلة والجبارة، لا يمكن الدفاع عن كرامة الدولة ولا مواصلة تعزيز القدرات السياسية والعسكرية.

تيار الوضع السياسي الحالي يتطلب من دولتنا أن ترفع راية الاكتفاء الذاتي والقوة الذاتية أعلى فأعلى.

بعد أن أحست الولايات المتحدة الأمريكية في الآونة الأخيرة بالخوف على أمن أراضيها الرئيسية، أمام واقع التطور المتسارع لقواتنا المسلحة النووية، جاءت إلى مكان المحادثات، لتلمس، من جهة، الرزمة المعدة لتحسين العلاقات والسلم، وتتشبث بيأس، من جهة أخرى، بالعقوبات الاقتصادية، ساعية بجهد جهيد لإرجاع سبيلنا بأي وسيلة من الوسائل، وخلق ظروف تحقيق مطامعها الشيطانية لتجريدنا من الأسلحة أولا، ثم الإطاحة بنظامنا. في هذا الوضع الذي تقدم فيه الولايات المتحدة مطالبها المخالفة لمصالح دولتنا الأساسية كشرطها المزعوم لرفع العقوبات، تضطر مواجهتنا مع الولايات المتحدة إلى أن تستغرق أمدا متماديا، ولا محالة أن عقوبات القوى المعادية أيضا سوف تستمر فيما بعد. رغم أننا مضينا في بناء الاشتراكية وسط العقوبات الدائمة من تلك القوى المعادية، لا يجوز لنا إطلاقا، مع ذلك، أن نكون متعودين تعودا مزمنا على ذلك، ولا نرجئ وتيرة تقدم ثورتنا ولو قليلا. حتى وإن كانت تلك العقوبات حيلة وحيدة أخيرة بالنسبة للقوى العاجزة عن المساس بنا بالقوة، تكون تلك بحد ذاتها تحديا لا يطاق لنا، فلذا، لا نستطيع أبدا أن نغتفرها ولا نستخف بها، بل علينا أن نمضي في مواجهتها بجرأة، وندمرها مهما كلف الأمر. مثلما أنهينا التهديدات النووية طويلة الأمد بالوسائل النووية، علينا أن نكتسح عصفة رياح عقوبات القوى المعادية بالعاصفة الهوجاء للاكتفاء الذاتي والقوة الذاتية.

إن لنا قدرات وأساسات للتطور المستقل، تمكننا من تنشيط اقتصاد البلاد والقفز إلى المستوى المتقدم العالمي في أقرب وقت ممكن. ثرواتنا الإستراتيجية القيمة هي أسس الاقتصاد المستقل التي وطدناها لعشرات السنين، والقوى العلمية والتقنية المقتدرة، والقوة الخلاقة للشعب البطل الذي جسد في نفسه الاعتماد على النفس، وتغلي دماؤه بالحماسة الوطنية. فمن واجبنا أن نفجر هذه القدرات الكامنة الجبارة التي لا حدود لها تفجيرا تاما، حتى نخلق بذلك مرة أخرى الأساطير الأعجوبية التي تدهش العالم ونتقدم الآخرين، ونقفز إلى الأعلى.

حينما نتمسك تمسكا وطيدا بخط بناء الاقتصاد الوطني المستقل، ونظهر الروح الثورية للاعتماد على النفس إلى أبعد الحدود، نستطيع أن نندفع جارين على طريق التطور والصعود المدهش بتلك القوة التي لا يمكن للآخرين أن يتوقعوها ويتصوروها إطلاقا.

إن النهج الاستراتيجي لحزبنا وحكومة جمهوريتنا في بناء الاقتصاد الاشتراكي هو تحقيق استقلالية الاقتصاد الوطني وتحديثه ومعلوماتيته وعلميته.

لا بد من توطيد ذاتية الاقتصاد الوطني واستقلاليته من كل النواحي.

ومن الضروري تشديد النضال لتحقيق الاكتفاء الذاتي في الطاقة والوقود والمواد الخام، ألا وهي ضمان أساسي لتنمية الاقتصاد المستقل.

في قطاع صناعة الطاقة الكهربائية، ينبغي زيادة الإنتاج إلى أقصى درجة، عن طريق ترتيب وتدعيم قواعد الطاقة القائمة حاليا، وتوزيع الكهرباء على نحو علمي وعقلاني، وخلق المزيد من قدرة توليد الكهرباء، عن طريق التطوير الفعال لموارد الطاقات الواعدة مثل الطاقة المائية وطاقة المد والجزر والطاقة الذرية.

وفي مناجم الفحم والمعادن التي تمثل قطاعا طليعيا لتنمية الاقتصاد، ينبغي زيادة إنتاج الفحم، غذاء الصناعة، وخامات المعادن على نطاق واسع، وذلك بإعطاء الأولوية للتنقيب وحفر الأنفاق وتركيز الجهود على مكننة الاستخراج والنقل.

وفي قطاع الصناعة المعدنية، ينبغي إكمال تجهيز قواعد إنتاج حديد زوتشيه علميا وتقنيا، وإدارتها بانتظام، وفي آن مع ذلك، إقامة نظام عصري جديد واسع النطاق لإنتاج الحديد، يتلاءم مع واقعنا، وكذلك تحويل الصناعة الكيميائية إلى صناعة مستقلة تعتمد كليا على موادنا الخام ومواردنا الذاتية، وصناعة كفيلة بتوفير الطاقة والأيدي العاملة، بحيث يمكن الوفاء باحتياجات البلاد إلى مختلف أنواع المنتجات الكيميائية مثل الأسمدة والألياف الكيميائية والبلاستيك المركب.

ومن الضروري حل مسألة المأكل ومسألة السلع الاستهلاكية اللتين تستأثران بأهمية حاسمة في تحسين معيشة الشعب، في أقرب وقت ممكن.

ففي قطاع الزراعة، ينبغي إعارة الاهتمام الخاص لحل مسائل البذور والأسمدة والمياه، وتأمين المساحات المزروعة، وإدخال الطرق الزراعية العلمية، ورفع نسبة المكننة في الأعمال الزراعية، وبذلك، بلوغ قمة الحبوب الغذائية التي حددها الحزب، دون قيد أو شرط. ولا بد من استحداث قواعد تربية الحيوانات الداجنة مثل المزارع الآلية لتربية الدجاج والخنازير وإعادة بنائها عصريا، وتربية الحيوانات الداجنة والاعتناء بها بطريقة علمية، والتشجيع الدائب على تربية الحيوانات الداجنة العاشبة على هيئة حركة جماهيرية، وإحداث تحول كبير في إنتاج المنتجات المائية وتحويلها، عن طريق توطيد الأسس المادية والتقنية لصناعة صيد الأسماك.

وعلى مصانع الصناعة الخفيفة أن تتمسك باستخدام الموارد المتجددة كإستراتيجية هامة، إلى جانب تحقيق الإنتاج المحلي للمواد الخام والأولية، وتخصص لأبناء الشعب مزيدا من السلع الاستهلاكية المتنوعة وعالية الجودة، عن طريق الإسراع بتحديث عمليات الإنتاج وتركيز الجهود على ابتكار المنتجات الجديدة.

وعلينا أن نقوم بأعمال البناء الكبير الهادفة إلى توفير أفضل ظروف الحياة وأكثرها تمدنا لأبناء الشعب بمزيد من القوة. وفي قطاع البناء، ينبغي بناء المزيد من الإنشاءات المعمارية العالمية، بتجديد التصاميم المعمارية وطرق البناء الهندسية، وإعلاء مستوى التجهيز التقني لوحدات البناء، وفي قطاع صناعة مواد البناء، يجب توسيع طاقة إنتاج الإسمنت، ورفع نسبة الإنتاج المحلي لمواد البناء الختامية على نحو حاسم.

وفي قطاع المواصلات والنقل، لا بد من اتخاذ الإجراءات الثورية لتشديد النقل بالسكك الحديدية والسفن، بما يتلاءم مع الظروف الواقعية لبلادنا، وحل مسألة نقل الركاب في العاصمة وحواضر المحافظات على غرارنا.

ومن الضروري تحسين بنية فروع الاقتصاد الوطني وإكمالها على نحو أفضل، وتطوير كل الفروع بتناسق، وتوفير القدرة التنافسية العالمية في قطاعات الاقتصاد الواعدة مثل صناعة المغنيسيا وصناعة الغرافيت.

ويجب تحويل اقتصاد البلاد بحزم إلى اقتصاد المعرفة، عن طريق تحديث الاقتصاد الوطني وتحقيق معلوماتيته بهمة.

ينبغي وضع الإستراتيجية والأهداف لتنمية صناعة بناء الآلات والصناعة الإلكترونية وصناعات التكنولوجيا الرائدة مثل صناعة المعلوماتية وصناعة النانو والصناعة البيولوجية، وتركيز الاستثمارات عليها. ومن الضروري الارتقاء بمجمل الاقتصاد إلى المستوى المتقدم العالمي، بإنشاء وتعميم المصانع الأم، المصانع النموذجية حيث تم تكامل العلوم والتكنولوجيا مع الإنتاج وتم تحقيق المواصفات الأوتوماتيكية والذكية والأتمتة الذاتية الكاملة في عمليات الإنتاج على أعلى المستويات، في كل القطاعات.

وينبغي تنمية الاقتصاد المحلي، وتنشيط أعمال الاقتصاد الخارجي.

ففي المحافظات والمدن والأقضية، يجب بناء الاقتصاد المحلي المتميز وتنميته، بالاستفادة الصائبة من صلاحيتها الطبيعية والجغرافية وخصائصها الاقتصادية والتكنولوجية والتقليدية. وعلى الدولة أن تخول المناطق المحلية بالصلاحيات للنهوض على أقدامها، وتطورها بقوتها الذاتية، وتلحق ذلك بالإجراءات العملية.

وفي قطاع الاقتصاد الخارجي، يجب إجراء التعاون الاقتصادي الخارجي، وأعمال التبادل التقني والتجارة الخارجية بمبادرة منه وفي الجوانب المتعددة، ومن ضمن الخطط الإستراتيجية، وفي اتجاه رفد الفروع والحلقات اللازمة بإلحاح لتعزيز أسس اقتصاد البلاد، بالاعتماد التام على خط بناء الاقتصاد الوطني المستقل.

وبغية إطلاق القدرات الكامنة للاقتصاد الاشتراكي المستقل إلى أبعد الحدود، لا بد من تسخير كل الموارد البشرية والمادية والإمكانيات للبلاد على نحو موحد، واتخاذ الإجراءات الشاملة لتفعيل العناصر الجديدة والقوة المحركة لتنمية الاقتصاد.

وينبغي القيام بالأعمال الاقتصادية للبلاد، تحت إشراف الدولة ورقابتها الموحدين، وخطتها العملياتية الإستراتيجية وقيادتها.

لا بد من وضع الإستراتيجية والخطط الممرحلة لتنمية اقتصاد الدولة على نحو علمي وواقعي، وتنفيذها دون إبطاء، وإعادة ترتيب نظام الجهاز الوظيفي ونظام العمل، بحيث يمكن للمؤسسات أن تقوم بالإنتاج والنشاطات الإدارية على نحو سلس، في آن مع الضمان الكافي لتوجيه الدولة الموحد وإدارتها الإستراتيجية للشؤون الاقتصادية.

ومن المفروض تحسين الظروف والبيئة النظامية والقانونية الحكومية الخاصة بالشؤون الاقتصادية، وإقامة الانضباط المشدد بحيث تعطي الأجهزة الاقتصادية والمؤسسات الأولوية لمصالح الدولة وزيادة رفاهية الشعب، وتراعي مراعاة صارمة القوانين والأنظمة المحددة.

وينبغي تحسين عمل التخطيط بما يتلاءم مع المطلب الجوهري للاقتصاد الاشتراكي، وحل قضايا التسعير والمالية والتمويل، بما هي الحلقات الرئيسية لإدارة الاقتصاد، بما يتفق مع مبادئ الاقتصاد وقوانينه، وعلى نحو ينطوي على الأهمية الواقعية، بحيث يمكن للمؤسسات والمنتجين أن يعملوا بطموح عال وحماسة كبيرة. ولا بد من اتخاذ الإجراءات لجعل الشؤون الاقتصادية أكثر فعالية وعقلانية، على أساس الحساب العلمي، وتوفير المواد الخام واللوازم والأموال والأيدي العاملة إلى أقصى حد، ورفع النجاعة في المصروفات، حتى تساهم كل موارد البلاد مساهمة قصوى في تطوير الدولة.

إن القوة المحركة الرئيسية لتنمية الاقتصاد المستقل هي أصحاب المواهب، والعلوم والتكنولوجيا.

فلا بد من إشاعة أجواء إيلاء الأهمية لأصحاب المواهب، والعلوم والتكنولوجيا على هيئة أجواء وطنية أكيدة، والعثور الواسع على أصحاب المواهب، وتعيينهم في المناصب والمواقع المناسبة، وجعلهم يرشدون الإنتاج وتطوير التكنولوجيا، وزيادة استثمارات الدولة لقطاع العلوم والتكنولوجيا باستمرار.

وينبغي الإصابة في تحديد مهام ومواضع الأبحاث العلمية والتقنية الرئيسية ذات الصفة الاستراتيجية والنواتية والنجاعة والأهمية الاقتصادية البالغة، وتركيز القوى والأموال عليها، حتى يمكن للعلوم والتكنولوجيا أن تسهم إسهاما حاسما في تنشيط مجمل الاقتصاد وتطوير صناعة التكنولوجيا الرائدة.

ومن المفترض تعزيز القدرات السياسية والعسكرية لجمهوريتنا.

تقوم القدرات السياسية والفكرية لجمهوريتنا على تفوق النظام السياسي للدولة الاشتراكية ومنعته. يتعين علينا أن نطلق عنان التفوق السياسي والفكري لنظامنا الذي يضمن الحقوق السياسية الحقيقية والكرامة لجميع أبناء الشعب حقا وفعلا، ويجعل البلاد كلها تتحد فكرا وإرادة، وأخلاقيا، حتى تتطور باستمرار.

على حكومة الجمهورية أن تتخذ مصالح الشعب كمعيار مطلق لها، وتضع السياسات، بما يعكس آراء الشعب ومطالبه، وتنفذها، حتى تشارك الجماهير العاملة الغفيرة، بدءا بالعمال والفلاحين والمثقفين مشاركة فعالة في إدارة الدولة والمجتمع، بكونهم سادة حقيقيين لسياسة الدولة.

وينبغي لحكومة الجمهورية أن تربي جميع أفراد المجتمع ككيمئيلسونغيين كيمجونغئيليين حقيقيين، وتوطد الوحدة والتلاحم السياسيين والفكريين لدولتنا بأكثر صلابة، عن طريق إعطاء الأولوية المطلقة للعمل السياسي والفكري، بما يتلاءم مع المطلب الجوهري للمجتمع الاشتراكي.

كما يجب على حكومة الجمهورية أن تكمل نظام قوانين الدولة، وتشدد دور القوانين في حياة الدولة والمجتمع.

قوانين الجمهورية سلاح مقتدر يحمي مكتسبات الثورة ويوطد النظام الاشتراكي ويطوره، ويصون ويضمن حقوق الشعب ومصالحه. فلا بد من تحديد وإكمال قواعد القوانين وأنظمتها علميا، بأكثر تفصيلا ودقة، وبالانعكاس على الواقع، واعتمادا على متطلبات سياسة الحزب، بما يتفق وتعمق الثورة والبناء، وتعديلها وتكميلها في حينه، وبذلك، ضمان تحقيق السياسة الشعبية للدولة الاشتراكية بأمانة. وينبغي إشاعة جو مراعاة القوانين الاشتراكية في المجتمع كله، حتى يعامل جميع أبناء الشعب قوانين الدولة باحترام، بدافع من وعيهم الرفيع لمراعاة القوانين، ويتقيدوا بها إلزاميا باختيار ذاتهم، ويجب إعلاء دور الأجهزة القضائية، وعدم السماح بالانضباط المزدوج في تنفيذ القوانين، والتمسك الثابت بالطابع العلمي والموضوعي والعدالة والحذر في تطبيق القوانين، حتى يتحول بلدنا إلى دولة قانونية اشتراكية أكثر تفوقا يحمي فيها القانون شعبا ويحمي الشعب قانونا.

إن القدرات الدفاعية الوطنية الذاتية أمضى سلاح مقتدر يدافع عن سيادة جمهوريتنا.

تيار السلام الذي بدأ بالمجيء اليوم إلى شبه الجزيرة الكورية ليس وطيدا، ولم تتلاش أيضا مخططات عدوان القوى المعادية ضد جمهوريتنا. فمن واجبنا أن نضع نصب أعيننا دائما مبدأ فلسفيا داعيا إلى أن السلام لا يضمن إلا بالقوة العسكرية الجبارة، ونلتزم التزاما ثابتا بمبدأ الدفاع الذاتي، ونمضي باطراد في تمتين القدرات الدفاعية للبلاد.

سوف تعمل حكومة الجمهورية على توفير الموارد البشرية والمادية اللازمة لتعزيز الجيش الشعبي وتسليح الشعب بأسره وتحصين البلاد كلها، بما فيه الكفاية وعلى سبيل الأولية، وتحقق استقلالية الصناعة الدفاعية وتحديثها على نحو متكامل، وبذلك، تحسن القدرات الدفاعية الوطنية باطراد.

ومن المفروض إزهار الثقافة الاشتراكية وتطويرها بأسلوبنا نحن.

ينبغي إشاعة جو إيلاء الأولوية القصوى للتعليم على نطاق الدولة والإسراع بالثورة التعليمية بأسلوبنا نحن، حتى نلحق ونتقدم على المستوى التعليمي للبلدان المتطورة. يتعين على قطاع التعليم أن يعزز صفوف المعلمين، ويرفع جودة التعليم بما يتلاءم مع تيار تطور التعليم الحديث، حتى يؤهل عددا أكبر من أصحاب المواهب الذين سيحملون على عاتقهم تطور العلوم والتكنولوجيا للبلاد وبناء الاشتراكية.

ومن اللازم تأهيل جميع الشغيلة كأناس مثقفين، عن طريق ضمهم في نظام التعليم مع مزاولة العمل، تحت الراية الخفاقة لتحويل جميع أبناء الشعب إلى أصحاب المواهب العلمية والتقنية.

وعلى حكومة الجمهورية أن تركز جهودها الكبيرة الخاصة على العمل الصحي الاشتراكي. يتعين عليها أن تحسن الخدمات الطبية، وتضع العلوم والتقنيات الطبية على المستوى الرائد، وتوطد الأسس المادية والتقنية لقطاع الصحة حتى يتمتع أبناء الشعب بمنافع نظام الصحة الاشتراكي القائم في بلادنا بصورة أفضل.

وعلى قطاع الثقافة والفن أن يبدع ويصنع المزيد من الروائع التي تعكس مطالب العصر وتطلعات الشعب، وعلى القطاع السينمائي خاصة أن يوقد لهيب الثورة السينمائية في القرن الجديد، حتى يؤدي دورا رائدا في فتح عصر الازدهار الجديد لتطور الثقافة الاشتراكية.

تلعب الرياضة دورا هاما جدا في توطيد القدرات الوطنية وإظهار ذكاء الأمة وكرامتها. فمن واجب الدولة أن تقوم بالعمل الرامي إلى توسيع المرافق الرياضية وإعادة بنائها عصريا، ببعد نظر، بحيث يمكن إجراء المباريات الدولية أيضا على نحو منشود، في آن مع بذل الجهود لتطوير العلوم الرياضية والتقنيات الرياضية المتخصصة، وتنشيط الرياضة الجماهيرية.

يشكل ترسيخ أسلوب الحياة الاشتراكي والقواعد الأخلاقية نضالا سياسيا جديا ونضالا طبقيا حادا يهدف إلى حماية وتمجيد فكرنا ونظامنا.

فمن واجبنا أن نجعل جميع أفراد المجتمع يطلقون عاليا أجواء الحياة الجماعية والأجواء الأخلاقية، بدافع من الفخر والاعتزاز بالنفس، المتمثل في أن ثقافتنا الاشتراكية هي الأفضل وأسلوب حياتنا وأخلاقنا هي الأفضل، ويخلقون بهمة ثقافة حياتنا الثورية والمتفائلة، التي تتلاءم مع الإحساس الجمالي العصري الحالي الذي ينزع إلى تطوير الحضارة، ويتمتعون بها على نطاق واسع. يتعين علينا أن نقوم بالتربية الفكرية والنضال الفكري بدرجة قصوى، بمنتهى الحذر والاحتراس حتى من أتفه عناصر الظواهر الغريبة وغير السليمة التي تتآكل روح الناس، وتصيب المجتمع بالفساد والتعفن، ونصون بصلابة القاعدة الفكرية والثقافية لدولتنا، بزيادة درجة النضال القانوني.

وبغية النجاح في تنفيذ المهام الثورية الجسيمة الناشئة أمام حكومة الجمهورية، لا بد من رفع وظيفة أجهزة السلطة الشعبية ودورها.

على أجهزة السلطة الشعبية أن تزيد من تشديد التوجيه الموحد للمجتمع ككل، بما يتفق مع مقتضيات تطور الثورة.

يتوجب عليها أن تمسك بزمام العمل الرامي إلى مواصلة توطيد وتطوير النظام السياسي الاشتراكي باطراد وتعجيل بناء الاقتصاد والثقافة. وعليها خاصة، عند ممارسة عملها، أن تعطي الأولوية للشؤون الاقتصادية، وتركز جهودها على تحسين معيشة الشعب. كما عليها أن تشرف على كل أوجه الحياة الاجتماعية، والمناطق، وتوجهها توجيها موحدا، وفي الوقت ذاته، تطلق المبادرة الخلاقة للقطاعات والوحدات الفردية إلى أبعد الحدود.

وعلى أجهزة السلطة الشعبية أن تشيع في نفسها أجواء خدمة جماهير الشعب بنكران الذات بما يتلاءم مع واجبها الأساسي.

على أجهزة السلطة الشعبية أن تعير أذنا صاغية دائما لأصوات أبناء الشعب، وتنظم الأعمال وتخططها بما يعكس مطالبهم، وتجد ما يشاء الشعب من الأعمال، وتنفذه حتى النهاية، وتنقل خطط الحزب وسياساته إلى أرض الواقع باستنهاض جماهير الشعب. وعليها، في كل الأعمال، أن تضمن مصالح الشعب وتسهيلاته على سبيل الأولوية القصوى، وتعتني بمعيشة الشعب على مسؤوليتها.

ويتعين على أجهزة السلطة الشعبية أن تطبق بدقة الإجراءات الشعبية المتفوقة مثل نظام التعليم الإلزامي المجاني ونظام العلاج المجاني اللذين كان القائد العظيم كيم جونغ إيل يتمسك بهما دون تغيير حتى في أقسى الفترات التي مر بها البلد، بحيث يحس الشعب حقا وفعلا بامتنان الوطن الاشتراكي من خلال حياته، وينطلق لإغناء الوطن وتقويته وتطويره.

وعلى أجهزة السلطة الشعبية أن تتخذ القيام بأعمالها تحت قيادة الحزب كمبدأ ثابت لها.

يتعين عليها أن تقوم بكل الأعمال، باتخاذ فكر الحزب وخططه كمسطرة لها، وتحمي بهمة سياسات الحزب، وتنفذ بإخلاص المهام الثورية التي طرحها الحزب، حتى تتجلى حيوية سياسات حزبنا بوضوح. وعلى المنظمات الحزبية من كل المستويات أن تعمق توجيهها الجماعي لنشاطات أجهزة السلطة، حسبما يقتضيه تطور الثورة، وتدفع جميع الكوادر بهمة، حتى يؤدوا المسؤولية والواجب المناط بهم أمام الثورة.

لا بد من رفع مسؤولية ودور كوادر أجهزة السلطة الشعبية من كل المستويات.

يتطلب الواقع الجياش الحالي من كوادرنا بإلحاح أن يؤدوا واجبهم الأساسي بكونهم أفراد قيادة الثورة، بخوض نضالهم الجريء في مقدمة الهجوم العام.

وعلى كوادر أجهزة السلطة الشعبية أن يدفعوا عجلة الأعمال المسندة إليهم قدما بهمة وجرأة واقفين موقف تحمل المسؤولية التامة عن الأعمال المناطة بهم بوحى من الروح الحزبية العالية والمبدأ الثوري الرفيع. إذا انطلقت الجرأة والنشاط من الثقة بالحزب، فإن الوجل والمراءاة يولدان من الافتقار إلى الثقة بالحزب. فمن واجب الكوادر أن يتخلصوا بحزم من موقف العمل الفاتر والسلبي الذي يتمثل في عدم أداء العمل إلا عند دعم الحزب لهم، بل عليهم أن يتحلوا بأسلوب العمل الجدير بالإنسان الثوري الصامد الذي يؤدي المهام التي كلفه الحزب بها حتى النهاية، ولو يتمزق جسمه شذر مذر. وعلى الكوادر أن ينموا لأنفسهم باطراد القدرات على التفكير والتنظيم والإشراف والقيادة والاندفاع حتى يكونوا بارعين في أعمالهم، يؤدون أية مهمة دون شعور بصعوبة. وعليهم أن يستوعبوا طريقة عمل حزبنا مع الجماهير، ويظهروا جو إبداء القدوة الشخصية في كل الأعمال، ويركضوا ويركضوا من أجل الشعب، حتى تقرح أقدامهم. وعليهم أن ينقشوا في أعماق قلوبهم غايات حزبنا الحقيقية الخاصة بمحبة الشعب، ليكونوا متواضعين بلا حدود أمام الشعب، ويغدوا خدما أمناء حقيقيين للشعب، يضحون بأنفسهم كلها من اجل الشعب، فيما هم يشاطرونه دائما السراء والضراء، الحياة والممات.

3

أيها الرفاق،

نضالنا التاريخي لإعادة توحيد الوطن وهي أكبر أماني الأمة، يستقبل اليوم مجالا جديدا.

إننا نتخذ الإجراءات الحاسمة لتحسين العلاقات بين الشمال والجنوب وضمان السلم في شبه الجزيرة الكورية، واحدا بعد الآخر باطراد، انطلاقا من العزم الأكيد على تحقيق قضية توحيد الوطن التي كان الزعيمان العظيمان

كيم إيل سونغ وكيم جونغ إيل يبذلان أكبر جهودهما المضنية لها، ويعانيان كل المتاعب من أجلها على مدى حياتهما.

في العام الماضي، حرصنا على إجراء لقاء القمة ومحادثاتها بين الشمال والجنوب لثلاث مرات، وإصدار الإعلانين بينهما، حتى جاء تحول درامي في العلاقات بينهما. وكانت تلك الأمور أحداثا كبيرة عظيمة المعنى أرجعت الوضع الخطير الذي كان يدنو من حين لآخر إلى حافة حرب، وأعلنت عن انطلاق مسيرة جديدة لتوحيد الوطن.

يرغب جميع أبناء الأمة اليوم بإلحاح في استمرار جو السلام في شبه الجزيرة الكورية، ومواصلة تحسين العلاقات بين الشمال والجنوب، بتمام تنفيذ إعلان بانمونزوم التاريخي وإعلان بيونغ يانغ المشترك المؤرخ في أيلول.

إلا أن القوى المحافظة في جنوبي كوريا تتجاوب مع تطلعات الأمة والآمال الإجماعية للمجتمع الدولي بأقوالها وأفعالها الخالية حتى من ذرة وفاء وإخلاص، وتسعى كل السعى لإرجاع العلاقات بين الشمال والجنوب إلى ما قبل صدور إعلان بانمونزوم.

هذا والولايات المتحدة ترغم سلطات جنوبي كوريا علنا على "ضبط السرعة"، وتناور من كل النواحي لإخضاع تنفيذ الاتفاقات بين الشمال والجنوب لسياستها الهادفة إلى فرض العقوبات والضغوط على كوريا.

ومن جراء ذلك، ينشأ أمامنا وضع خطير يقرر إما أن نخفف حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية، ونواصل أجواء تحسين العلاقات بين الشمال والجنوب وإما أن نعود إلى الماضي الذي كان ينصرف نحو الكوارث مع استفحال خطر حرب.

لا يمكننا أن نقف م

إرسل لصديق