الأخبار
الأيام الاخيرة في حياة رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل
رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل
في ضوء ديسمبر/ كانون الأول
كان أكثر من نصف شهر ديسمبر/ كانون الأول عام 2011 أياما أخيرة من حياة رئيس لجنة
الدفاع الوطني لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية كيم جونغ إيل (1942- 2011).
يجمع الشعب الكوري على القول إن هذه الأيام أشبه بصورة مصغرة من طول حياته.
التوجيهات الميدانية الدؤوبة
من المعروف على نطاق واسع في العالم أن رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل هو رجل
عظيم شاطر أبناء الشعب السراء والضراء على مدى الحياة من خلال سلوكه طريق التوجيهات
الميدانية دون انقطاع.
في ديسمبر/ كانون الأول عام 2011، قام بتوجيهات ميدانية تشمل عددا كبيرا من الوحدات في
البلاد.
بعد أن وجه شؤون العديد من الوحدات التابعة للجيش الشعبي الكوري على الطبيعة مثل توجيه
تدريبات إحدى وحدات السلاح الجوي على الطيران، أعطى التوجيهات الميدانية لشؤون مختلف
القطاعات في محافظة هامكيونغ الجنوبية، بما فيها مؤسسة الثامن من فبراير/ شباط المتحدة
للبينالون ومؤسسة ريونغسونغ المتحدة للآلات ومصنع سينهونغ الكيميائي ومصنع هامهونغ للتريكو
ومصنع هونغنام للأحذية الجلدية.
قبل عدة أيام من وفاته (17 ديسمبر/ كانون الأول)، وجه أعمال مركز هانا للمعلومات
الموسيقية ومركز التجارة في منطقة كوانغبوك وغيرهما من الفروع المرتبطة مباشرة بمسألة
تحسين معيشة الشعب المادية والثقافية، على الرغم من توعك صحته. هكذا، أسدى التوجيهات
الميدانية لأعمال مختلف القطاعات في البلاد كل يوم تقريبا.
ليس في هذا الشهر وحده، بل قام، بناء على المعطيات الرسمية، بالتوجيهات الميدانية لمختلف
فروع الاقتصاد الوطني ووحدات الجيش الشعبي، والنشاطات الخارجية لأكثر من 160 مرة خلال
عام 2010.
في ذلك العام، زار مئات الوحدات لتوجيهها على الطبيعة فيمكن القول إن هذه التوجيهات
تواصلت ليل نهار ولم تعرف قسطا من الراحة بكل معنى الكلمة.
لأن توجيهاته الدؤوبة هذه أثرت تأثيرا كبيرا في عدد كبير من الناس في العالم، ما زالت
العبارات المرتبطة بنشاطاته الثورية مثل "قطار متجه إلى الشعب" و"المسيرة الحثيثة بالتوجيهات
الميدانية" تبقى حية في ذاكرتهم إلى يومنا هذا.
يقال إنه زار 3808 وحدات بالإجمال خلال 1653 يوما على امتداد 353576 كيلومترا،
اعتبارا من عام 1995 بعد وفاة الرئيس كيم إيل سونغ (1912- 1994) إلى غاية الفترة الأخيرة
من حياته.
بفضل جهوده المتفانية، أصبحت لكوريا الاشتراكية الأسس المتينة لبناء الدولة الاشتراكية
القوية.
عيش حياته كلها كنار الشمعة
ذات مرة، قال رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل ما يلي:
أود أن أكون دائما بين أبناء الشعب. تنتابني الرغبة في أن أحمل النقالة على كتفي لنقل التراب
مع العمال حتى تنحني خاصرتي، عند ذهابي إلى موقع البناء، وأجري في الملعب بملء قوتي عند
مشاهدتي المباريات الرياضية، وأغني بصوت عال مع سواد الناس عند مشاهدتي حفل التسلية.
على الأخص، عندما أشعر بالتعب أو وجع الرأس أثناء عملي حتى الوقت المتأخر من الليل،
تزداد رغبتي في التوجه إلى الشعب...
هكذا، كان يحب الشعب إلى أبعد الحدود ويختلط دائما بالشعب ويعتبر كل المصاعب كمتعة له
إذا كانت من أجل سعادة الشعب.
عندما زار مدينة الملاهي في حديقة كايسون للشباب في يوم 4 من ديسمبر/ كانون الأول عام
2011 والذي كان الجو فيه أشد برودة، سأله العاملون فيها عن سبب قدومه في هذا اليوم البارد
على الرغم من كثرة الأيام الرائعة. حينذاك، أجابهم باسما بأنه ملزم بالمجيء إلى هنا في مثل هذا
اليوم، وعندئذ فقط، يمكن للشعب أن يأتي في اليوم الجميل.
حين كانت الولايات المتحدة الأمريكية وسائر القوى المعادية تهدد كوريا الاشتراكية بالسلاح
النووي وتجلب الغيوم السوداء للحرب أيضا، توجه إلى أفراد الجيش الشعبي المدافعين عن الخط
الأمامي، مجتازا الدروب الوعرة الممتدة على الجروف الشديدة الانحدار في ممر تشول الجبلي
وجبل أوسونغ بدفع سيارة الميدان المنزلقة من الخلف.
بفضل نكران ذاته، قصد الأطفال مخيمات رابطة الناشئين مغنين بسعادة، بينما استطاع الشعب
أن يعيش الحياة المسالمة باطمئنان.
قبل وفاته، مانعه الأطباء عن التوجيهات الميدانية وهم يذرفون الدموع بسبب خطورة مرضه
الناجم عن الجهود المضنية.
في ذلك الحين أيضا، انطلق من جديد على طريق التوجيهات الميدانية وهو يقول: أطلب المعذرة
حقا، أيها الأطباء. ولكن لا أستطيع أن أفعل حسب طلبكم، بل أرجوكم أن تطيعوا لإرشاداتي.
على هذا النحو، كان دائما على طريق التوجيهات الميدانية لخدمة الشعب طوال حياته، وكلما
كان يمر بالمناطق السكنية بالقطار في منتصف الليل أو في باكورة الفجر حين يغرق الشعب في
لفائف النوم العميق، رفض إطلاق الصفارة قلقا من أن ينتبه الشعب من النوم.
لم يسترح حتى في يوم ميلاده وواصل التوجيهات الميدانية غير عابئ بقطع الطريق الطويل في
ليلة واحدة إذا ما دعت الضرورة إلى ذلك لمصلحة الشعب.
الحياة المقترنة بالمحبة
كانت عقيدة رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل في الحياة هي أن الشعب يكون فوقه، وهو
نفسه ابن الشعب.
كان يتسلط على ذهنه تفكير واحد عن كيفية توفير ظروف الحياة المادية والثقافية الأفضل
للشعب.
فقد بادر إلى بناء دار بيونغ يانغ للتوليد بصورة عصرية من أجل النساء في كل أنحاء البلاد،
وفي النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي حين كان وضع البلاد بالغ الصعوبة، دعا إلى
تحويل جبل كوواول وغيره من المعالم المشهورة للبلاد إلى أماكن الاستراحة الثقافية للشعب على
أفضل وجه.
من أجل تحسين حياة الشعب الغذائية، ذهب حينا إلى حقول البطاطا في المنطقة الشمالية للبلاد،
وحينا آخر إلى قواعد تحويل المنتجات المائية التي تفوح منها رائحة الأسماك، وأوصى ببناء
مزارع الأسماك الحديثة في كل أرجاء البلاد.
في ديسمبر/ كانون الأول عام 2011 أيضا، تواصلت خطواته التي خطاها في سبيل الشعب
على مدى الحياة وهي تنطبع في أعماق قلوب الشعب.
في هذا الشهر، تفقد الصوبة المبنية حديثا في إحدى المزارع بمدينة هامهونغ، حيث أعرب عن
غاية ارتياحه لإمكانية إمداد الشعب بالخضار الطازج على مدار السنة.
قبل يومين من وفاته، زار مركز التجارة في منطقة كوانغبوك، وأبدى سروره متصورا ملامح
الشعب السعيد فيما هو يشاهد السلع الفائضة في الأجنحة.
أثناء زيارته لمركز هانا للمعلومات الموسيقية، عاهده بإرسال كافة معلومات الموسيقى
والرقص القيمة التي كانت بحوزته، من شدة سروره بإمكانية توفير قاعدة الحياة الثقافية والوجدانية
الرائعة للشعب.
لذا، ما زال أبناء الشعب الكوري يسترجعون اليوم ذكرياتهم المؤثرة عن حياته حين كرس كل ما
لديه من أجل إثراء البلاد وزيادة منعتها وتطورها وسعادة الشعب، وهم يعودون بذاكرتهم إلى أيام
ديسمبر/ كانون الأول عام 2011.