سفارة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية

الأخبار

25 أبريل يوم عظيم في تاريخ مصر وكوريا الديمقراطية

2025-04-20 21:53:04
25 أبريل يوم عظيم في تاريخ مصر وكوريا الديمقراطية
25 أبريل يوم عظيم في تاريخ مصر وكوريا الديمقراطية
الدكتور يحيى خيرالله

25 أبريل يوم عظيم في تاريخ مصر وكوريا الديمقراطية

بقلم : الدكتور يحيى خيرالله

تحتفل جمعية الصداقة المصرية الكورية في 25 أبريل من كل عام بذكرى تحرير سيناء، لقد تحقق العبور العظيم للجيش المصرى بقيادة الرئيس العظيم محمد انور السادات فى اكتوبر 1973 وانتصر على الكيان الصهيوني ولقنه درسا لا ينسى، شهد الصراع المصري مع الكيان الصهيوني سلسلة طويلة انتهت بانتصار كاسح للسياسة والعسكرية المصرية فى 25 أبريل 1982 .. كما تحتفل جمعية الصداقة المصرية الكورية في نفس اليوم "25 أبريل " بذكرى تأسيس الجيش الشعبي الكوري على يد مؤسس كوريا الرئيس العظيم كيم ايل سونغ .

ولعلها مناسبة عظيمة للاشارة إلى تبلور العلاقات الثنائية بين مصر وجمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية في خمسينات القرن الماضي بين البلدين كنتاج طبيعي خلال حقبة تاريخية كانت تموج بها نداءات الشعوب الداعية للتحرر الوطني والكفاح ضد الاستعمار والنضال من أجل الحرية، مما ساهم ولازال يسهم في تحقيق استتباب السلم والأمن الدوليين ومؤازرة ومناصرة قضايا التحرر الوطني وخاصة القضية الفلسطينية العادلة ، هذا ومن جانب مصر فتثمن على دور كوريا الداعم دائماً للحق العربي وبشكل مطلق.

لقد كان للعلاقات المميزة بين القيادة السياسية المصرية والكورية على مدار التاريخ من خمسينات القرن الماضي إلى الان أبلغ الأثر على مسار العلاقات الثنائية بين البلدين والدولية أيضاً من خلال التنسيق الدائم والتعاون المستمر بين الدولتين في المحافل الدولية خاصة وأن الهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية التي تجمعهما ليست بالقليلة ومن بينها الأمم المتحدة وحركة عدم الانحياز.

كان للدور الذي لعبته كوريا الشمالية إبان حرب أكتوبر عام 1973 بإرسالها طيارين مقاتلين كوريين إلى مصر آنذاك آثره على علاقات البلدين الصديقين وبخاصة من جانب مصر في الحرص على تنمية وتطوير العلاقات الثنائية ، فمصر لا تنسى موقف كوريا الداعم لقضيتها العادلة في استرداد الارض التي سلبت من الكيان الصهيوني.

. وتنتهز جمعية الصداقة تلك المناسبتين العظيمتين لتنقل أحر التهاني والتحية والتقدير للقيادة المصرية ولجيش مصر العظيم وإلى القيادة الكورية والجيش الكوري العظيم.

شهد الصراع المصري الاسرائلي مراحل عدة أولها كانت" مرحلة الكفاح المسلح " كانت الشرارة الاولي للانطلاق على طريق التحرير بعد أيام معدودة من هزيمة 1967 أي قبل ست سنوات حيث انتفض مصر قيادة وجيشا وشعبا حيث تحولت جبة القتال إلى معارك شرسة وكانت نتائجها صدمة للمؤسسة العسكرية في الكيان الصهيوني ابتداءً من سبتمبر 1968 وحتى السادس من أكتوبر 1973م .

استطاعت العسكرية المصرية أن تسطر ملحمة من النضال المسلح على مدار ست سنوات إلى أن جاءت اللحظة التي جسد فيها الجيش المصري العظيم ملحمة من الكرامة،حيث انطلقت القوات المصرية لعبور قناة السويس وخط بارليف، وقد ترتب على ذلك نتائج غيرت موازين القوى، وكان من أهم نتائجها استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جزء من الأراضي في شبه جزيرة سيناء وعودة الملاحة في قناة السويس في يونيو 1975.

إن حرب السادس من أكتوبر حققت نتائج مباشرة على الصعيدين المحلي والعالمي ، على " الصعيد المحلي " عودة الثقة للمقاتل المصري والعربي بنفسه وقيادته وعدالة قضيته .، تجسدت الوحدة العربية في أروع صورها، والتي تمثلت في تعاون جميع الدول العربية مع مصر في الحرب بدعم كل على حسب قدرته ، كما جعلت من العرب قوة دولية لها ثقلها ووزنها ، ومن ابرز النتائج المحلية سقوط الأسطورة الإسرائيلية.

وعلى "الصعيد الالعالمي" كانت النتائج مبهرة ، انقلاب المعايير العسكرية في العالم، تغيير الاستراتيجيات العسكرية العالمية ، كما كان لها الفضل في التأثير المباشر على مستقبل كثير من الأسلحة والمعدات .

لقد ترتب على نتائج الحرب خوض عدة مفاوضات .

استمرت الحرب ستة عشر يوما ضارية، واجهت فيها القوات المصرية جيش الكيان الصهيوني بكل شراسة، واسقطت الاسطورة الاسرائيلية، وتدخلت القوات الامريكية بدعما عسكريا دون حدود لانقاذ الكيان الصهيوني من فضيحة عسكرية ، من هنا بدأت المرحلة الثانية لاستكمال تحرير سيناء عن طريق المفاوضات السياسية، تدخل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء في مجلس الأمن حيث تم إصدار القرار رقم 338 والذي يقضي بوقف جميع الأعمال العسكرية بدءً من 22 أكتوبر 1973م .

التزمت مصر بالقرار وقبلته ونفذته مساء يوم صدور القرار، إلا أن الكيان الصهيوني خرق القرار مما أدى إلى إصدار مجلس الأمن قراراً آخر يوم 23 أكتوبر يلزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار – وهنا - التزمت به إسرائيل ووافقت عليه، وهنا بدأت مرحلة الفصل بين القوات وترتب عليه توقف القتال في 28 أكتوبر 1973 حيث وصلت قوات الطوارئ الدولية إلى جبهة القتال.

إن تمهيد الطريق أمام المحادثات السياسية بدء بمباحثات الكيلو 101 ( أكتوبر ونوفمبر 1973) حيث تم فيها الاتفاق على تسوية دائمة في الشرق الأوسط، وتم التوقيع في 11 نوفمبر 1973 على الأتفاق التالي " الالتزام بوقف إطلاق النار ووصول الإمدادات اليومية إلى مدينة السويس وتتولى قوات الطوارئ الدولية مراقبة الطريق ثم يبدأ تبادل الأسرى والجرحى، واعتبر هذا الاتفاق مرحلة افتتاحية هامة في إقامة سلام دائم وعادل في منطقة الشرق الأوسط .ثم جاءت اتفاقيات فض الاشتباك الأولى (يناير 1974) والثانية ( سبتمبر 1975)

تم توقيع الاتفاق وتم تحدد الخط الذي ستنسحب إليه القوات الإسرائيلية على مساحة 30 كيلومتراً شرق القناة وخطوط منطقة الفصل بين القوات التي سترابط فيها قوات الطوارئ الدولية.. وفي سبتمبر 1975 م تم التوقيع على الاتفاق الثاني الذي بموجبه تقدمت مصر إلى خطوط جديدة مستردة حوالي 4500 كيلو متر من ارض سيناء، ومن أهم ما تضمنه الاتفاق أن النزاع في الشرق الأوسط لن يحسم بالقوة العسكرية و لكن بالوسائل السلمية .

ثم أعلن الرئيس أنور السادات في بيان أمام مجلس الشعب انه على استعداد للذهاب إلى إسرائيل، وبالفعل تمت الزيارة والقى كلمة بالكنيست الإسرائيلي طارحاً مبادرته بكل شجاعة متمسكا بالمبتديء المصرية تجاه القضية الفلسطينية والعربية، ومن أبرز ما جاء فيها أنه ليس وارداً توقيع أي اتفاقاً منفرداً بين مصر وإسرائيل، مؤكداً أن السلام بين دول المواجهة كلها وإسرائيل لن يتحقق إلا بالحل العادل للقضية الفلسطينية ، ولعل ما طرحه الرئيس السادات كان واضحا ومحددا، وطرحت المبادرة بعد ذلك خمس إسس سيقوم عليها السلام .. كالتالي " إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية التي احتلت عام 1967 وتحقيق الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير بما في ذلك حقه في إقامة دولته وحق كل دول المنطقة في العيش في سلام داخل حدودها الآمنة والمضمونة عن طريق إجراءات يتفق عليها تحقيق الأمن المناسب للحدود الدولية بالإضافة إلى الضمانات الدولية المناسبة وتلتزم كل دول المنطقة بإدارة العلاقات فيما بينها طبقاً لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وبصفة خاصة عدم اللجوء إلى القوة وحل الخلافات بينهم بالوسائل السلمية وإنهاء حالة الحرب القائمة في المنطقة" .

ثم كان مؤتمر كامب ديفيد (18 سبتمبر 1978) حيث وافقت مصر وإسرائيل على الاقتراح الأمريكي بعقد مؤتمر ثلاثي في كامب ديفيد بالولايات المتحدة الأمريكية،ونتج عن هذا المؤتمر وثيقتين نتج عنهما معاهدة السلام في 26 مارس 1979، حيث وقعت مصر وإسرائيل معاهدة السلام اقتناعاً منهما بالضرورة الماسة لإقامة سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط، والتي نصت على إنهاء الحرب بين الطرفين وإقامة السلام بينهما وسحب إسرائيل كافة قواتها المسلحة وأيضاً المدنيين من سيناء إلى ما وراء الحدود الدولية بين مصر وفلسطين تحت الانتداب وتستأنف مصر ممارسة سيادتها الكاملة على سيناء .

أدت معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل إلى انسحاب إسرائيلي كامل من شبة جزيرة سيناء، وعودة السيادة المصرية على كامل ترابها المصري وقد تم تحديد جدول زمني للانسحاب المرحلي من سيناء وكان
يوم ‏25‏ إبريل‏1982‏ يوم الكرامة فقد تم رفع العلم المصري على حدود مصر الشرقية على مدينة رفح بشمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء واستكمال الانسحاب الإسرائيلي من سيناء بعد احتلال دام 15 عاماً ،

وخلال الانسحاب النهائي الإسرائيلي من سيناء كلها في عام 1982، تفجر الصراع بين مصر وإسرائيل حول طابا وعرضت مصر موقفها بوضوح وهو انه لا تنازل ولا تفريط عن ارض طابا، وأي خلاف بين الحدود يجب أن يحل وفقاً للمادة السابعة من معاهدة السلام المصرية ـ الإسرائيلية والتي تنص"أن تحل الخلافات بشأن تطبيق أو تفسير هذه المعاهدة عن طريق المفاوضات ، ولجأت مصر إلى المفاوضات وخاضت معركة دبلوماسية قانونية ، وفي 30 سبتمبر 1988 م ،أعلنت هيئة التحكيم الدولية في الجلسة التي عقدت في برلمان جنيف حكمها في قضية طابا، والتي حكمت بالإجماع أن طابا أرض مصرية .

وفي 19 مارس 1989م ، تم رفع علم مصر على طابا المصرية لتشرق شمس العزة والكرامة فوق أرض طابا .

إرسل لصديق